الوليد بن المغيرة: أحد الصحابة الكرام في الإسلام

من هو الوليد بن المغيرة

الوليد بن عبد شمس بن المغيرة هو أحد الصحابة الأجلاء، وهو ينتمي إلى قريش المخزومية ويُعرف بأنه أخو الصحابي الشهير خالد بن الوليد، المعروف بلقب سيف الله المسلول. يمتد نسبه إلى عبد الله بن عمر بن مخزوم، ويعد من أبرز الشخصيات في قبيلة قريش قبل إسلامه.

عرف الوليد بن المغيرة بالكثير من الأحاديث المُروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الأشراف في قريش وعائلته كانت من المرموقين؛ إذ كان والده من زعماء قريش. ومع ذلك، واجه الوليد استضعافاً من قبل أقاربه من المشركين اليهود بعد إسلامه، مما أدى إلى حبسه وتعذيبه.

قصة إسلام الوليد بن المغيرة

في معركة بدر، كان الوليد بن المغيرة لا يزال في صف المشركين وشارك في القتال ضد المسلمين. إلا أن الأقدار جعلته يقع في أسر المسلمين، حيث قام أخواه، خالد وهشام بن الوليد، بفدائه، رغم أن خالد كان مشركاً في تلك الفترة.

بعد أن تم فداءه، أعلن الوليد إسلامه. ورداً على سؤال حول سبب إيمانه بعد تحريره من الأسر، أوضح أنه لم يكن يريد أن يُقال إن إسلامه كان نتيجة للهروب من الأسر. وقد واجه معارضة من إخوته بسبب اعتناقه الإسلام، إلا أنه استطاع الفرار والالتحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم.

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للوليد بن المغيرة

عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة بسبب التضييق الذي تعرضوا له من قبل كفار قريش، كان هناك عدد من الصحابة الذين مُنعوا من الهجرة وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب. ومن بين هؤلاء كان الوليد بن المغيرة، الذي كان يشكو من ضعف حالته في تلك الأوقات. لم يكن أمام النبي صلى الله عليه وسلم إلا الدعاء لهم.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لهم، ويخص الوليد بن الوليد بن المغيرة وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعة، حيث رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم عند القيام من الركوع قائلاً: (اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم اشدد وطأتك). وقد كتب الله لهم النجاة بفضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

وفاة الوليد بن المغيرة

تشير بعض الروايات إلى أن الوليد بن الوليد بن المغيرة توفي بالقرب من بئر ابن عتبة، وذلك بعدما استطاع الإفلات من كفار قريش وسعيه للالتحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد رثته ابنة عمّه وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أم سلمة، بعبارات شعرية مؤثرة، حيث قالت:

يا عين فابكي للوليد** بن الوليد بن المغيرة

كان الوليد بن الوليد** أبو الوليد، فتى العشيرة

Scroll to Top