التصدي لمرض الزهايمر: استراتيجيات فعالة لمواجهته

مرض الزهايمر

يعتبر مرض الزهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعًا، حيث يظهر لدى المرضى فقدان ذاكرة تدريجي وضعف في الوظائف الإدراكية للدماغ، مما يمكن أن يؤثر سلباً على الأنشطة اليومية للشخص. يعد تقدم العمر العامل الأساسي وراء زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضًا في أعمار أصغر. كما يتطور مرض الزهايمر بمرور الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض شديد في قدرة المريض على إجراء المحادثات اليومية. ومن المهم أن نلاحظ أنه لا يوجد علاج نهائي يمكنه شفاء المرض، ولكن يمكن إدارة الأعراض وبطء تقدم المرض بما يعزز جودة حياة المريض وأسرته.

كيفية مواجهة مرض الزهايمر

الجانب العاطفي

عادةً ما يركز المريض في البداية على البحث عن العلاج المناسب، لكن من الضروري أيضًا الاهتمام بالمشاعر والعواطف التي قد تلامس المريض وفهمها، حيث يساهم ذلك في تقبل المرض والتعامل بشكل أفضل مع الأعراض. ومن المشاعر التي قد يشعر بها المريض ما يلي:

  • صدمة وتنكر للواقع.
  • إنكار الحالة.
  • غضب.
  • حزن واكتئاب.
  • خوف.
  • قناعة وتقبل.

قد يمر المريض بمجموعة متنوعة من هذه المشاعر، وصولاً إلى مستوى معين من قبول المرض. للحفاظ على صحة المريض النفسية، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • كتابة اليوميات: حيث تساعد هذه الممارسة المريض على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون الشعور بالخوف من الحكم.
  • الدعم الاجتماعي: قضاء وقت جيد مع العائلة والأصدقاء يعد مفيدًا لصحة المريض النفسية.
  • طلب المشورة من أخصائي: في حالة مواجهة اضطرابات مثل التوتر أو الاكتئاب، يُنصح بالتواصل مع مختص للمساعدة في التعبير عن المشاعر بشكل صحيح.
  • طرح الأسئلة: من المهم تجميع الأسئلة التي تثير فضول المريض بخصوص مرضه ومناقشتها مع الأخصائي للحصول على الإجابات اللازمة.
  • التفكير في الرعاية المستقبلية للمريض.
  • جمع المعلومات عن المرض: يساعد ذلك المريض في تقدير ما يجب توقعه، ويساهم في توفير الوقت والجهد في تغيير ما لا يمكن تغييره. كما يبقي المريض على اطلاع بآخر وسائل العلاج والوقاية.

الجانب العملي

فيما يتعلق بالجانب العملي، يمكن اتباع الإرشادات التالية لتعزيز الاستقلالية وتحسين الذاكرة:

  • إعداد خطة يومية للمهام المطلوب إنجازها.
  • تدوين الأسماء والأحداث الهامة.
  • وضع علامات على الأدراج والخزائن لتسهيل عملية التعرف على الأشياء.
  • الاحتفاظ بقائمة تحتوي على أرقام الهواتف الضرورية.
  • اتباع روتين يومي لتعزيز الاستقلالية وتأخير الاعتماد على الآخرين.
  • التماس المساعدة عند الحاجة، مما يتيح للآخرين فرصة تقديم الدعم.
  • التركيز على القدرات المتاحة للمريض، حتى لو استدعى ذلك مزيدًا من الوقت. الابتعاد عن المهام المعقدة.
  • إجراء دراسات مالية لتقدير تكاليف مقدمي الخدمات الصحية.
  • الاندماج في الأنشطة الاجتماعية خلال فترة المرض.
  • المشاركة في مجموعات الدعم النفسي والاستفادة من الخدمات المقدمة فيها.

أعراض مرض الزهايمر

ترتبط ظهور الأعراض بمناطق مختلفة في الدماغ، مما يؤثر على الوظائف المرتبطة بتلك المناطق، ومن هذه الوظائف:

  • السلوكيات العاطفية، أو سمات الشخصية العاطفية.
  • اللغة وطريقة التواصل.
  • الذاكرة.
  • الإدراك.
  • التفكير وتقييم الأمور.

يظهر المرض في مراحله الأولى على شكل نسيان متكرر، ويجب التمييز بين مرض الزهايمر وضعف الإدراك المعتدل، وهو نوع من النسيان الطبيعي المرتبط بالتقدم في العمر، حيث يؤثر على الذاكرة والتفكير ولكن لا يعيق الأنشطة اليومية. ومن له أعراض ضعف الإدراك المعتدل ما يلي:

  • صعوبات في أداء أكثر من مهمة في آن واحد.
  • صعوبة في حل المشكلات.
  • نسيان الأحداث أو المحادثات حتى وإن كانت حديثة.
  • استغراق وقت أطول في إنجاز المهام الصعبة.

أما أعراض مرض الزهايمر المبكر، فتشمل:

  • صعوبة في أداء المهام التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا، مثل الألغاز الذهنية.
  • التوهان وفقدان الاتجاهات حتى في الطرق المألوفة.
  • مشكلات في الكلام، مثل صعوبة تذكر أسماء الأماكن والأشياء.
  • غياب الشغف في القيام بالأنشطة التي كانت سابقًا ممتعة للمريض.
  • حدوث تغييرات في الشخصية.
  • وضع الأشياء في أماكن غير مخصصة لها.

الأدوية المستخدمة في علاج مرض الزهايمر

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للزهايمر، إلا أن هناك مجموعة من الأدوية التي تستخدم للتخفيف من الأعراض وبطء تقدم المرض لأطول فترة ممكنة. قد يصف الطبيب في المراحل المبكرة من المرض أدوية مثل دونيبيزيل (Donepezil) أو ريفاستيجمين (Rivastigmine)، التي تؤثر على مستويات الناقل العصبي أستيل كولين، مما يعزز الذاكرة. في الحالات المتقدمة، قد يصف الطبيب دونيبيزيل أو ميمانتين (Memantine) لمنع تأثير الغلوتامات، وهو ناقل عصبي يساهم في تدمير خلايا الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم وصف أدوية أخرى مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات التوتر لعلاج الأعراض المرافقة للمرض، مثل:

  • الاكتئاب.
  • التوتر.
  • الهلاوس.
  • الانفعالات الزائدة.
  • الشعور بعدم الراحة.

طرق الوقاية من مرض الزهايمر

من الممكن تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر من خلال معالجة عوامل الخطورة والتعامل معها بفعالية. أثبتت الدراسات أن ممارسة النشاط البدني والالتزام بنظام غذائي صحي يساعد على تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والزهايمر والخرف. ومن الممارسات الصحيّة المفيدة:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تناول الأطعمة الطازجة منخفضة الدهون المشبعة.
  • الالتزام بالعلاج الموصوف لمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكولسترول.
  • الإقلاع عن التدخين.
Scroll to Top