الفارق بين الفلسفة وعلم الكلام في الفكر الإسلامي

الفروق بين علم الفلسفة وعلم الكلام من حيث التعريف

تُعرف الفلسفة بأنها حب الحكمة، حيث يتكون اسمها من جزئين: “فيلو” التي تعني الحب، و”صوفيا” التي تعني الحكمة. يرى ابن رشد أن الفلسفة تتمثل في التفكير العميق في الموجودات باعتبارها مصنوعات. وكلما زادت المعرفة بالمصنوعات، أصبح الفهم بالصانع أكثر شمولًا. يعرف الفارابي الفلسفة بأنها علمٌ يتعلق بالموجودات بوصفها موجودة، بينما يرى الكندي أنها دراسة للأشياء بحقيقتها الكلية، وهي تُعتبر أحد التخصصات الهامة التي تدرس ضمن العلوم الإنسانية في الجامعات.

وفقًا لابن سينا، يتعين على الفيلسوف السعي الجاد للتأمل والتفكر بغرض الوصول إلى معرفة عقلانية ومنطقية. ويعتبر الفيلسوف لدى ابن سينا ليس فقط محبًا للحكمة، بل يسعى أيضاً لتحصيلها، حيث ترتبط الفلسفة ارتباطًا وثيقًا بالعلوم المختلفة، مثل العلوم الطبيعية (كالرياضيات والفيزياء) وكذلك العلوم السياسية. وهناك العديد من الفلاسفة الذين ساهموا في إغناء التراث الفلسفي.

أما علم الكلام، فإنه يعرفه الإيجي بأنه إثبات العقائد الدينية بالبراهين العقلية. وقد تناول الفارابي مفهوم علم الكلام في كتابه “إحصاء العلوم”، حيث أشار إلى أن علم الكلام هو مهارة يمكن للإنسان استخدامها للدفاع عن الآراء والأفعال المحددة وفقاً لمعتقدات الدين، بالإضافة إلى تفنيد ما يحيط بها من آراء.

في كتابه “الملل والنحل”، تحدث الشهرستاني عن سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم، مشيرًا إلى أن أبرز المسائل التي تناقش فيها كانت تدور حول مفهوم الكلام نفسه، مما جعل هذا النوع من المعرفة يُسمى به. كما اقترح الشهرستاني أن السبب قد يكون مرتبطًا بمواجهتهم للفلسفة في تسميتهم لهذا العلم كفن من فنون المنطق، أو يمكن أن يكون نتيجة للجدل والنقاشات العنيفة التي نشأت حول مسألة كلام الله، مثل ما إذا كان القرآن مخلوقًا.

الفروق بين علم الفلسفة وعلم الكلام من حيث الظهور

ظهر علم الفلسفة قبل الميلاد ويرتبط بشخصيات بارزة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، حيث شمل مختلف العلوم مثل الرياضيات والفيزياء والأدب. في المقابل، ظهر علم الكلام بعد انتشار الإسلام، مع بروز عدة فرق مثل المعتزلة.

الفروق بين علم الفلسفة وعلم الكلام من حيث الوظائف

تتضمن وظائف علم الفلسفة ما يلي:

  • اعتماد علم الفلسفة الكلي على العقل لإثبات معتقداتها.
  • تتناول الفلسفة فقط الأمور التي يتناولها العقل ويثبتها.
  • تُغني الفلسفة العلوم التجريبية بالأدوات المنهجية التي ترفع من قدرة العقل على التفكير المنطقي.
  • تهتم الفلسفة بدراسة الوجود والوقائع المحيطة بالإنسان والتي تؤثر في ماهيته وكينونته.
  • تسعى الفلسفة لإسعاد الإنسان من خلال تحسين الواقع الذي يعيشه أو تعديل طريقة تفكيره تجاه الأمور.

أما وظائف علم الكلام فهي كالآتي:

  • يجمع علم الكلام بين العقل والنقل، حيث يستند على الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة لبناء حججه.
  • يبحث علم الكلام في الأمور التي يثبتها كل من العقل والنقل، معتمداً على كليهما معًا.
  • ليست جميع مسائل علم الكلام في مرتبة واحدة.
  • يساهم علم الكلام في تدعيم العقيدة الإسلامية بأسس عقلانية، ويرد على من ينكرون الإسلام من خلال الأدلة العقلية والنقلية لإقناعهم بالحقائق.
Scroll to Top