الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية
تُقسم الفروض التي وضعها الله -عز وجل- على المسلمين إلى نوعين رئيسيين: فرض الكفاية وفرض العين. وسوف نوضح الفروق الأساسية بين هذين النوعين فيما يلي:
تعريف فرض العين وفرض الكفاية
نعرف كلا من فرض العين وفرض الكفاية كما يأتي:
- فرض العين
فرض العين هو ما يُوجب على جميع المسلمين البالغين سن التكليف الشرعي -وهو السن الذي يصبح فيه المسلم مسئولاً عن أفعاله-. لا يُعفى الفرد من هذا الفرض إلا إذا قام بأدائه كما هو مطلوب، ولا يجوز أن يُؤديَه شخص آخر نيابة عنه. فالغاية الرئيسية من فرض العين هي أن يؤدّيها كل مسلم مكلف، مثل أداء الصلوات المفروضة.
- فرض الكفاية
فرض الكفاية هو ما يُطلب من المسلمين القيام به، فإذا قام به بعضهم سقط عن الآخرين، لأن قيام بعض الأفراد به يكفي لعموم المسلمين، والهدف منه هو تحقيق هذا الفعل من بين المكلفين وليس من جميعهم.
الإثم الناتج عن ترك الفرضين
هناك فارق في الإثم المرتبط بعدم القيام بفرض العين أو فرض الكفاية كما يلي:
- فروض الكفاية
إذا قام بعض الأشخاص بأداء الفرض فإن إثم التخلف يسقط عن بقية المسلمين. أما إذا ترك الجميع هذا الفرض، فيقع الإثم على الجميع.
- فرض العين
الإثم أو الثواب مرتبط بالفرد، فإذا ترك شخصٌ أداء الصلاة أو أي فرض عيني آخر فإن الإثم يقع عليه وحده.
المصلحة المرتبطة بكل فرض
تتضمن المصلحة الموضوعة لكل من فرض الكفاية وفرض العين ما يلي:
- فرض الكفاية يتعلق بمصالح عامة، تُنفع المجتمع ككل سواء كانت دينية أو دنيوية. ولا تتحقق هذه الغايات إلا من خلال تنفيذها، بينما يطلب فرض العين من جميع المكلّفين القيام بها.
- المصلحة من فرض العين تستمر من خلال الاستمرار في أدائه، مثل الصلاة، حيث يتمثل الهدف في الخضوع لله -تعالى- وإظهار التذلل له، بعكس فرض الكفاية الذي لا يتطلب تكرار الفعل وإنما الفائدة التي تعود على الجميع حتى لو لم يقم بها الجميع.
وجوب الإتمام بعد البدء
وفيما يتعلق بوجوب إتمام الأفعال بعد البداية، تتمثل الفروق بين فرض الكفاية وفرض العين فيما يلي:
- فرض الكفاية
إذا ابتدأ الشخص بفعل فرض الكفاية يمكنه التوقف دون إثم، كما لو أراد تعلم حرفة معينة ثم علم أن آخرين قد درسوا نفس الحرفة، فيمكنه الانسحاب من العمل دون أن يؤثر عليه شيء.
- فرض العين
أما في فرض العين، فإن المسلم يجب عليه إتمام الفعل الذي بدأه إلا إذا حدث عذر يمنعه من الاستمرار، كما في حالة الصوم، حيث يمكن للشخص أن يوقف صيامه عند مرض شديد، ولكن إيقافه دون عذر يعتبر إثماً.
الترتيب بين الفرضين
يجب الإشارة إلى أن فرض العين وفرض الكفاية لهما أهميتهما، وقد اختلف العلماء في أفضليتهما، وهذه بعض الآراء:
- جمهور العلماء يرون أن فرض العين هو الأفضل لأنه يتعلق بالفرد نفسه، وهو أغلى وأهم من فرض الكفاية الذي يخاطب المجموعة ككل. كلما كان التكليف عاماً، كان التخلف عنه أخف.
- بعض العلماء يرون أن فرض الكفاية هو الأفضل لأنه إذا قام به أحد، فإنه يسد حاجات الأمة ويسقط عنها التكليف، وإذا تركته الأمة كلها، فإن الإثم يقع على من يستطيع القيام به، مما يمثل عبئاً كبيراً.
الإلزام بأدائهما
في حالة فرض العين، يُلزم المكلف بأدائه من قبل الحاكم إذا تركه. بينما في فرض الكفاية، لا يُلزم الشخص بأدائه، ولكن يجب أن تتوفر هذه الأمور في المجتمع لتخفيف العبء عن الجميع.
أمثلة على فرض العين
من أمثلة فرض العين التي ينبغي الإشارة إليها ما يلي:
- الصلوات الخمس.
- أداء الزكاة.
- حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تكون الأمور المذكورة كفائية في الأصل، لكنها تُصبح فرض عين في حالات معينة مثل تعيين شخص لأداء مهمة معينة أو إذا كان المجتمع لا يستطيع التفريق بين المعروف والمنكر.
أمثلة على فرض الكفاية
ينقسم فرض الكفاية إلى أقسام تتعلق بالجوانب الدينية أو الدنيوية، ومن أمثلة كل منهما ما يلي:
- الدينية
صلاة الجنازة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إقامة القضاء، وتعلم العلوم الدينية مثل الفقه والحديث وغيرها.
- الدنيوية
الحرف المهنية، العلوم المختلفة كالطب والهندسة، والتجارة، وكل ما يتعلق بمصالح الناس العامة في حياتهم.