دلالات الماء في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

الماء في القرآن والسنة النبوية

أشار القرآن الكريم إلى الماء بأبلغ العبارات، حيث ذُكر فيه ثلاث وستون مرة، مما يعكس أهميته وضرورته القصوى. وقد وصف الله -تعالى- الماء في كتابه بأوصاف متعددة، منها: الطهور، والمبارك، والغدق. كما أشار سبحانه إلى أن جميع المخلوقات خرجت من الماء، وأن حياة الأرض وكافة الكائنات تعتمد عليه، إذ لو انعدم الماء، لكانت الأرض ومخلوقاتها في عداد الهالكين. كما كرر القرآن الكريم حقيقة جوهرية، وهي أن جميع الثمرات المتنوعة تأتي من مصدر واحد من الماء. بالإضافة إلى ذلك، يعبّر القرآن عن امتنان الله على عباده بفضل الماء الذي جعله طهوراً لهم، مما جعله قادراً على طرد الأوساخ والنجاسات، وبالتالي صلح به حال الإنسان. أما في السنة النبوية الشريفة، فقد جعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الماء من الأمور المشتركة بين المسلمين، حيث يُمنع أحدهم من احتكاره إذا كان ذلك يلحق الضرر بأخرين، وقد حذر من يعمد إلى هذا الفعل بعقوبة شديدة. كما حثت السنة النبوية المسلمين على عدم الإسراف في استخدام الماء، حتى أثناء الوضوء والغسل.

أنواع الماء المذكورة في القرآن الكريم

تناول القرآن الكريم ثلاثة وعشرين نوعاً من الماء، ومن أبرز هذه الأنواع نذكر ما يلي:

  • الماء الطهور: وهو الماء العذب النقي.
  • ماء الشرب.
  • الماء الأجاج: وهو الماء شديد الملوحة الذي لا يمكن شربه.
  • الماء المهين: ويقصد به المني، نظرًا لضعفه في مقاومة العوامل الخارجية.
  • الماء غير الآسن: وهو الماء المتجدد باستمرار مما يمنع تلوثه.
  • الماء الحميم: وهو الماء شديد الحرارة والغليان.
  • الماء الغدق: أي الماء الوفير بكثرة.
  • الماء السلسبيل: وهو الماء اللذيذ السلس في المرور، وينبع في الجنة من عين تُسمى سلسبيلاً.

تشريعات إسلامية لحماية الماء

وضع الله -تعالى- في الإسلام مجموعة من القوانين والتشريعات للحفاظ على الماء وحمايته من التلوث، ونستعرض فيما يلي بعضاً من هذه القواعد:

  • النهي عن الإفساد في الأرض، حيث أن تلويث الماء بطرق متعددة يعد من صور الإفساد.
  • إرساء مبدأ “لا ضرر ولا ضرار”، حيث يعتبر أي ضرر يلحق بالمجتمع في مأكله ومشربه وملبسه محرماً في الإسلام، ومن ذلك تلويث الماء.
  • نهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن التبوّل في الماء الراكد، وهي من المبادئ التي أقرّها الإسلام في الوقاية الصحية لحماية البيئة والإنسان.
Scroll to Top