اللباس الشرعي المناسب للمرأة في المنزل أمام أقاربها غير المحارم

معايير اللباس الشرعي للمرأة في المنزل أمام محارمها

يتصل موضوع ضوابط لباس المرأة أمام محارمها بمفهوم عورة المرأة في علاقاتها مع هؤلاء المحارم، حيث تكون العورة هي ما عدا مواضع الوضوء. فيما يلي تفصيل لبعض المعايير المهمة في هذا السياق:

  • إن نظر المحارم إلى المرأة يشبه نظر المرأة إلى المرأة، لذا يجب أن يتضمن اللباس تغطية ما بين السرة والركبة على الأقل. لذلك، يُسمح بظهور الرأس، الرقبة، القدم، الساق، والذراع.
  • ينبغي أن يكون لباس المرأة المسلمة أمام محارمها مناسباً، بمعنى أنه لا يجب أن يكون قصيراً، أي أقصر من الركبة.
  • يجب أن لا يكون اللباس ضيقاً بحيث يُظهر تفاصيل العورات تحت الملابس.
  • ينبغي أن يتحلى اللباس بعدم الشفافية، وذلك لتجنب ظهور العورة.

تعريف محارم المرأة

محارم المرأة من النسب

ذُكرت محارم المرأة من النسب في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ). وبذلك، تُحدد الآية محارم المرأة من النسب بما يلي:

  • الآباء، بما في ذلك الأجداد من جهتي الأم والأب.
  • آباء الأزواج.
  • الأبناء أو أبناء الأزواج، مع دخول الأحفاد وأولادهم في حكمهم.
  • الإخوة الذكور الأشقاء أو لأب أو لأم وأولادهم.
  • أبناء الإخوة والأخوات.

يمكن اعتبار الأعمام والأخوال من المحارم، على الرغم من عدم ذكرهم في الآية، وقد اجمع العلماء على ذلك تأييداً لحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما قالت: (أنَّ أفْلَحَ، أخَا أبِي القُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، وهو عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أنْ نَزَلَ الحِجَابُ، فأبَيْتُ أنْ آذَنَ له، فَلَمَّا جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرْتُهُ بالَّذِي صَنَعْتُ فأمَرَنِي أنْ آذَنَ له).

محارم المرأة من الرضاع

بينما لم تتناول الآية تحريم الرضاع بشكل مباشر، فإن العلماء اتفقوا على أنهم يُعتبرون من المحارم، مستندين إلى حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأيضاً القاعدة الفقهية الشهيرة التي تنص على: “يحرم بالرضاع ما يحرم بالنسب”.

التوجيهات حول لباس المرأة المسلمة وعورتها

هناك مجموعة من الأحاديث التي تشير إلى لباس المرأة المسلمة بصورة عامة، دون التقييد بلباسها أمام المحارم. نذكر منها ما يلي:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهم سِياطٌ كأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مسيرَةِ كَذا وكَذا)،
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت أبي بكر: (يا أسماءُ إنَّ المَرأةَ إذا بلغتِ المحيضَ لم يَصلُحْ أن يُرى منها إلَّا هذا وَهَذا، وأشارَ إلى وجههِ وَكَفَّيهِ).
Scroll to Top