مع انتهاء السنة الميلادية وبدء سنة جديدة، يحتفل الناس برأس السنة. ولكن ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد (الكريسماس)؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال عبر موقع maqall.net.
رأس السنة الميلادية
- يخلط الكثيرون بين احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد (الكريسماس) واحتفال ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وهناك فرق واضح بينهم.
- يُعتبر الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد مناسبة تهم جميع الأديان السماوية، حيث يرمز للاحتفال بانتهاء عام وبداية عام جديد.
- أما عيد الميلاد (الكريسماس)، فهو يحدث للاحتفال بمولد المسيح ويعد من أقدم الأعياد لدى المسيحيين.
- سنستعرض في السطور التالية حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد، وما إذا كان ذلك جائزًا أم لا.
وفي سياق ذلك، يمكنكم التعرف على:
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد
- تحتفل العديد من الشعوب حول العالم برأس السنة وعيد الميلاد بطرق متعددة.
- لكن، يتساءل البعض عن الحكم الشرعي للاحتفال بهما.
- تختلف آراء العلماء بين من يعتبر ذلك محرمًا ومن يراه جائزًا، وسنوضح هذه الآراء فيما يلي:
الرأي الأول
- أما بالنسبة للرأي القائل بتحريم الاحتفال برأس السنة وعيد الميلاد، فإنهم يرون أنه يستند إلى كونه احتفالًا لغير المسلمين.
- وقد استندوا إلى بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كمبرر لهذا التحريم.
- من الآيات التي استشهدوا بها الآية الكريمة: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا).
- وقد فسر ابن عباس رضي الله عنه كلمة “الزور” في الآية بأنها تشير للاحتفال بأعياد غير المسلمين.
- أما في السنة النبوية، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ورأى اليهود يحتفلون بيومين، سألهم: ما هذان اليومين؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال: “إن الله قد أبدلكم بخير منهما، يوم الفطر ويوم النحر”.
- كما روى الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إن لكل قوم عيدًا”.
- تؤكد هذه الأحاديث على حرمة الاحتفال بأعياد غير الأعياد الإسلامية.
الرأي الثاني
- بينما يرى الرأي الآخر أن الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد جائز، حيث ينظر له كاحتفال غير ديني.
- لكن مع ذلك، يشدد أصحاب هذا الرأي على أهمية الالتزام بالفرائض والعبادات الدينية وعدم التقصير في ذلك.
- كما يجب الحذر من ارتكاب أي محرمات نهى عنها الدين الإسلامي.
حكم تهنئة غير المسلمين برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد
- بعد تعرفنا على حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد، يجب أن نتحدث عن حكم تهنئة غير المسلمين بهذه المناسبات:
- أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعي من تهنئة غير المسلمين، خاصة إذا كانت هناك علاقات تربط بين الطرفين كالجيرة أو الزمالة.
- ولا يوجد عائق في تبادل التهنئات، وخاصة عندما يتم ذلك في الأعياد الإسلامية.
- استندوا في ذلك إلى الآية: (وَإِذَا حُيّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها) من سورة النساء.
- أيضًا الآية الكريمة (لا ينهكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) من سورة الممتحنة، الآية 8.
- لذا، لا يوجد أي تعارض مع القواعد والتشريعات الإسلامية في هذا الأمر.
حكم مشاركة المسلمين في الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد
- أجابت دار الإفتاء المصرية حول حكم مشاركة المسلمين في الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد.
- وقد كان الجواب أنه يجب على المسلمين الإيمان بجميع أنبياء الله وعدم التفريق بينهم.
- ومن الواجب أيضًا أن يفرح المسلمون بمولد جميع رسل الله، حيث يمثل الاحتفال تعبيرًا عن شكر العباد لله على نعمة إرسال هؤلاء الأنبياء.
لماذا يحتفل المسيحيون برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد؟
- يحتفل المسيحيون برأس السنة وعيد الميلاد، تعبيرًا عن شكر الله على إرسال النبي عيسى ابن مريم عليه السلام.
- القرآن الكريم يتحدث عن أهمية ميلاد الأنبياء، مثل:
- (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) – سورة مريم، الآية 15، المتعلقة بسيدنا يحيى عليه السلام.
- وبخصوص سيدنا عيسى عليه السلام: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) – سورة مريم، الآية 33.
- وقد ذكر الله أيضًا (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) – سورة الصافات، الآية 79، و (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) – سورة الصافات، الآية 109، و (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ) – سورة الصافات، الآية 120.
هل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية؟
يتعلق مراقبة الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد بالحكم الشرعي، سواء كان حلالًا أم حرامًا:
- أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد إذا جاء من باب إظهار الفرح والمحبة للنبي فهو أمر مشروع.
- كما استشهدوا بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من الاحتفال بنجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون بالصيام.
- وورد في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا من عاشوراء.
- فقالوا: “هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون”، فقال: “أنا أولى بموسى منهم.”
- ومعنى ذلك أن النبي لم يصم ذلك اليوم لتأييد عقيدة اليهود، بل تعبيرًا عن حبه للنبي الله موسى عليه السلام.
ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام
يمثل مولد سيدنا عيسى أهمية كبيرة في الإسلام:
- فمولده معجزة فريدة، حيث ولدت السيدة مريم العذراء بدون أب.
- وقد جاءت العديد من الآيات القرآنية التي تُوضح قيمة ومكانة سيدنا عيسى عليه السلام عند الله.
- (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
- بعد مولده، حدثت العديد من المعجزات الإلهية خلال حياته، وقد وردت قصصه في بعض سور القرآن الكريم، مثل سورة مريم.
لا تترددوا في قراءة مقالنا عن:
حكم الاحتفال بالكريسماس في الأزهر
- أصدر الأزهر الشريف فتوى تفيد بأن الاحتفال بعيد الميلاد (الكريسماس) يرتبط بعقائد دينية مسيحية، وأن المشاركة فيه بما يتعارض مع العقيدة الإسلامية لا يُستحب.
- لكن يسمح بالتهنئة، خاصة إذا كانت في إطار العلاقات الاجتماعية، بشرط عدم المشاركة في أي طقوس دينية خاصة بهم، فإن ذلك جائز خاصة ضمن إطار التسامح والتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين.