المشعرانية: زيادة نمو الشعر لدى الإناث

المشعرانية

يمكن تعريف المشعرانية، المعروفة أيضًا بزيادة نمو الشعر عند النساء (بالإنجليزية: Hirsutism)، بأنها حالة طبية تتمثل في نمو الشعر بشكل مفرط أو غير مرغوب فيه على جسم المرأة ووجهها. في العادة، يظهر هذا النمو في مناطق مثل الظهر، والذراعين، والصدر، وأسفل البطن، بالإضافة إلى الوجه. ويمتاز نمو الشعر في حالات المشعرانية بأنه يظهر في المناطق التي تكثر فيها الشعر لدى الرجال عادةً. وتجدر الإشارة إلى أن الشعر الناتج عن المشعرانية يختلف عن الشعر الطبيعي، حيث يكون أغمق وأخش سريرًا في الملمس.

تُعتبر مشكلة المشعرانية شائعة، حيث تصيب ما بين 5-10% من النساء في جميع أنحاء العالم. من المهم الإشارة إلى أن احتمالية إصابة المرأة بمشكلة المشعرانية تزداد في حال كانت أحد أفراد عائلتها، مثل الأم أو الأخت، تعاني من نفس المشكلة. وعلى الرغم من اعتبار المشعرانية حالة بسيطة، مما يؤدي إلى انزعاج المتضررات، إلا أن هناك حالات من اضطرابات الهرمونات المرتبطة بهذه المشكلة قد تؤدي إلى آثار صحية سلبية وخيمة. وقد اعتبر الباحثون أن هذه المشكلة طويلة الأمد، حيث يمكن أن تسيطر العلاجات على الأعراض، ولكنها تعود حالما تتقلب مستويات الهرمونات مرة أخرى.

أسباب المشعرانية

تعود أسباب المشعرانية لدى النساء إلى زيادة إفراز هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) بمعدلات تفوق الحدود الطبيعية. ومن العوامل والمشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة نذكر الآتي:

  • متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome): تشكل هذه الحالة حوالي 72-82% من حالات المشعرانية، إذ تعتبر السبب الرئيسي لظهور هذه الحالة، وتشمل أعراضها عدم انتظام الدورة الشهرية، والارتفاع الطفيف في مستويات هرمون الأندروجين، بالإضافة إلى زيادة الوزن حول منطقة البطن والشواك الأسود (بالإنجليزية: Acanthosis nigricans)، ومقاومة الإنسولين، واحتمالية الإصابة بالعقم.
  • فرط تنسج الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal hyperplasia): تشكل حوالي 5% من حالات المشعرانية، ويتم اكتشاف بعض حالات فرط تنسج الغدة الكظرية عند الولادة، فيما تظهر أخرى عند بلوغ المرأة نتيجة لمشاكل في الدورة الشهرية أو الإباضة.
  • الأورام المسؤولة عن إفراز هرمون الأندروجين: هذه الأورام غالبًا ما تكون موجودة في المبايض أو الغدة الكظرية، ولكن تُعتبر من الأسباب النادرة للإصابة بالمشعرانية.
  • متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing’s Syndrome): ونادرًا ما يعاني الأشخاص من المشعرانية فقط بسبب هذه المتلازمة، وغالبًا ما تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاع ضغط الدم، وظهور الكورتيزول في البول، وصعوبة تحمل الجلوكوز، وزيادة الوزن حول البطن.
  • فرط البرولاكتين (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia): يتجلى ذلك كنتيجة لارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين في الدم، مما قد يؤدي إلى إفراز الحليب (بالإنجليزية: Galactorrhea) وانقطاع الطمث والعقم.
  • اضطرابات الغدة الدرقية: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) وقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، حيث تظهر فحوصات وظائف الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid function tests) نتائج غير طبيعية.
  • فرط الأندروجينات غير المعروفة السبب (بالإنجليزية: Idiopathic hyperandrogenemia): تشكل هذه الحالات أقل من 20% من حالات المشعرانية، حيث تتميز بدورات إباضة منتظمة وارتفاع مستوى هرمون الأندروجين من دون أسباب واضحة.
  • تناول بعض الأدوية: مثل أريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole)، وبماتوبروست (بالإنجليزية: Bimatoprost)، وكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، وكلونازيبام (بالإنجليزية: Clonazepam)، والعديد من الأدوية الأخرى.

عوامل خطر الإصابة بالمشعرانية

توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمشعرانية، ومن بينها:

  • التاريخ العائلي: حيث إن العديد من أسباب المشعرانية تنتقل عبر الأجيال داخل العائلة، مثل فرط تنسج الغدة الكظرية وتكيّس المبايض.
  • العِرق: على الرغم من إمكانية أن تعاني النساء من جميع الأعراق من المشعرانية، إلا أن بعض النساء من أعراق معينة يكون لديهن تعرض أكبر لهذه الحالة، مثل سكان المنطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
  • السمنة: تشير الأبحاث إلى أن السمنة قد تسهم في تفاقم حالة المشعرانية، حيث تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة إفراز هرمونات الأندروجين.

علاج المشعرانية

هناك مجموعة من الخيارات العلاجية المتاحة للتعامل مع مشكلة المشعرانية، تشمل:

  • العلاجات الدوائية: من بينها حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral contraceptives) وغيرها من العلاجات الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين والبروجستيرون، ولكن يُتنبه أنه يجب عدم استخدام هذه الخيارات الدوائية في حال رغبة المرأة في الحمل. هناك أيضًا أدوية مضادة للأندروجينات (بالإنجليزية: Anti-androgens) وتصميمات موضعية مثل كريم إفلورنيثين (بالإنجليزية: Eflornithine).
  • العلاجات البديلة: مثل التحليل الكهربائي (بالإنجليزية: Electrolysis) والعلاج بالليزر (بالإنجليزية: Laser Therapy) ووسائل إزالة الشعر الأخرى مثل الحلاقة وغيرها.
Scroll to Top