نعمتا الطعام والشراب
يُعتبر الطعام والشراب من النعم العظيمة التي منحها الله للإنسان، حيث تظهر الأهمية الكبيرة للطعام في القرآن الكريم. تُعدُّ هاتان النعمتان من أهم الأساسيات في حياة الإنسان، فمن خلالهما يحصل الإنسان على القوة والطاقة التي تمكنه من الاستمرار في الحياة وممارسة جميع أنشطته اليومية. لذا، من المهم أن يُقدّر الإنسان ما لديه من طعام وشراب، حرصاً على عدم الحرمان منهما في المستقبل.
آداب الطعام
هناك مجموعة من الآداب التي يُستحب الالتزام بها عند تناول الطعام، سواء قبل البدء بالأكل، أثناءه، أو بعد الانتهاء. فيما يلي أهم هذه الآداب:
- ينبغي غسل اليدين قبل الأكل وبعده، كما في الحديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب، توضأ. وعندما أراد أن يأكل أو يشرب، قالت: غسل يديه ثم يأكل أو يشرب).
- يُستحب التسمية في بداية الطعام والحمد في نهايته، كما جاء في حديث عمر بن أبي سلمة: (كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطیش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام، سمّ الله..)، وأيضاً يتحدث الحديث الآخر عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رفع مائدته قال: الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه، ربنا).
- الأكل باليد اليمنى ومن ما يليك، كما جاء في الحديث: (يا غلام، سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك).
- يُستحب الأكل بثلاثة أصابع، كما ورد أن (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها).
- يُفضل عدم الأكل متكئاً، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا آكل متكئاً).
- ينبغي عدم الشبع وامتلاء البطن، كما جاء في الحديث: (ما ملأ آدمي وعاءً شرّاً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).
- على الإنسان ألا يعيب طعاماً قُدّم له أو يذمه، كما روي عن أبي هريرة: (ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تَرَكَه).
- يُستحب الاجتماع عند الطعام، كما ورد في الحديث: (طعام الرجل يكفي رجلين، وطعام رجلين يكفي أربعة، وطعام أربعة يكفي ثمانية).
آداب الشراب
هناك العديد من الآداب المستحبة عند شرب السوائل، وأبرزها كالتالي:
- التسمية عند بداية الشرب، والحمد بعد الانتهاء.
- يُفضل الشرب ثلاث مرات.
- ينبغي عدم الشرب من فم القربة، كما جاء في الحديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل من في السقاء).
- يجب عدم النفخ أو التنفس داخل الشراب، للحديث: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفّس في الإناء أو ينفخ فيه).
- يُستحب الشرب جالساً، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى أن يشرب الرجل قائماً، فقال قتادة: فقلنا: فالأكل؟ فقال: ذاك أشَرّ أو أخبث).