حركة الجنين
تُعتبر حركة الجنين في رحم الأم واحدة من أبرز المعالم الدالة على صحة الحمل ونمو الجنين بشكل سليم. فهذه الحركة تعد مؤشراً إيجابياً يتيح للطبيب والأم الطمأنينة حول صحة الجنين. يبدأ شعور المرأة الحامل بحركة جنينها عادةً في الثلث الثاني من الحمل، أي خلال الفترة ما بين الأسبوع 13 والأسبوع 27. ومن الملاحظ أن حركة الجنين تزداد بشكل ملحوظ في الثلث الأخير من الحمل. يُشار أيضاً إلى أن المرأة التي تعاني من حملها الأول قد تشعر بحركة الجنين في وقت يُمكن أن يتأخر حتى الأسبوع العشرين، بينما تُظهر النساء اللاتي يمررن بتجارب حمل سابقة قدرة على تمييز حركة الجنين في وقت أبكر، وقد يبدأ هذا الأمر منذ الأسبوع 16.
تعتمد حركة الجنين في الحقيقة على عمره ومرحلة نموه، حيث تختلف من جنين لآخر؛ فبعضهم يكون أكثر نشاطاً من الآخرين، كما تتفاوت أيضاً من امرأة حامل إلى أخرى. يُلاحظ أن حركة الجنين في الحمل الأول للشخص تختلف عنها في الأحمال المتكررة. وغالباً ما يميل الجنين إلى الحركة في أوقات معينة من اليوم، حيث قد يكون أكثر نشاطاً أثناء نوم الأم أو قد ينام خلال فترات استيقاظها. يُذكر أن الجنين يمكن أن ينام لفترات تتراوح بين 20 إلى 40 دقيقة، وتكون من النادر أن تصل هذه الفترات إلى 90 دقيقة، مما يجعل فترة النوم للجنين فترة هادئة دون أي حركة ملحوظة.
الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى
لا توجد أدلة علمية تثبت أو تنفي تأثير جنس الجنين على نوع حركته داخل رحم الأم. على الجانب الآخر، قد تتعرض الأم للعديد من الأساطير والأقاويل حول إمكانية التنبؤ بجنس الجنين بناءً على طبيعة حركته. يعتقد البعض أن شعور الأم بحركة جنينها في وقت مبكر يشير إلى أن الجنين سيكون ذكراً، بينما تشي الحركات الأضعف بأن الجنين سيكون أنثى. ومع ذلك، فإن البحث العلمي لم يعثر على أي دلائل تدعم هذه المعلومات، حيث تتأثر حركة الجنين داخل الرحم بالعديد من العوامل المُعقدة، مما يجعل توقع جنس الجنين بناءً على الحركة أمراً غير دقيق علمياً.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى دراسة نُشرت عام 2001 تفيد بأن حركة الجنين الذكر تتفوق على حركة الجنين الأنثى. حيث أظهرت الدراسة زيادةً ملحوظة في عدد حركات الأرجل لدى الجنين الذكر مقارنةً بالأنثى، وذلك في الأسابيع 20 و34 و37 من الحمل. إلا أن حجم العينة الذي تم استخدامه في هذه الدراسة كان محدوداً، حيث شمل 37 طفل فقط، مما يحد من إمكانية تعميم هذه النتائج بصورة شاملة ولعلها لا تؤكد وجود علاقة حقيقية بين جنس الجنين ونمط تحركه داخل رحم الأم.
معدل حركة الجنين
تشبه حركة الجنين في رحم الأم في البداية نوعاً من الرفرفة، وقد يكون من الصعب تمييزها عن غازات البطن. ومع اعتلاء الحمل، تصبح الحركات أكثر وضوحاً، حيث تبدو كركلات أو لكمات داخل بطن الأم، مما يسهل على الأم التعرف على حركة الجنين ومعدلها.
لا يوجد عدد محدد من الحركات التي يجب على الأم الإحساس بها يومياً، إذ يختلف هذا الأمر من طفل لآخر. ومع ذلك، فإن أي انخفاض ملحوظ أو انقطاع في حركة الجنين قد يدل على وجود مشكلة صحية وعليه يجب على الأم استشارة الطبيب المختص للاطمئنان على صحة الجنين. ومن المفيد أن تكون ملاحظات الأم حول أي نقص أو توقف في حركة الجنين مبكرة، مما يعزز فرص حصولها على العلاج المناسب للحفاظ على صحة الجنين.
العوامل المؤثرة في حركة الجنين
تتعدد العوامل التي تتعلق بالأم والتي قد تؤثر على حركة الجنين ومدى شعورها بها، بغض النظر عن جنس الجنين. ومن بين هذه العوامل: وزن الأم، ومدى نشاطها اليومي، وكذلك معدل انشغالها أو إلهائها. كما أن وضعية الأم، سواء كانت جالسة أو واقفة، تؤثر أيضاً على حركة الجنين. كذلك، قد يؤثر توقيت الطعام الذي تناولته الأم ووضعية المشيمة داخل الرحم. إذا كانت المشيمة في مقدمة الرحم، فقد يصعب على الأم الإحساس بحركة الجنين، إذ تمتص المشيمة بعض من ضغوطات حركة الجنين، مما قد يقلل من قدرة الأم على الشعور بهذه الحركة.
من المعروف أيضاً أن هناك عوامل يمكن أن تزيد من حركة الجنين، ومنها:
- تناول المنشطات: مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي التي قد تحفز حركة الجنين.
- النوم أو الاستلقاء: حيث يكون الجنين أكثر نشاطاً عادة في فترات راحة الأم.
- تناول الطعام: فقد تزداد حركة الجنين عادة بعد تناول الأم لوجبة أو مشروب بارد.
فيديو الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى
للتعرف بشكل أفضل على الفرق بين حركة الجنين الذكر والأنثى، يمكنكم مشاهدة الفيديو المقدم.