تقديم المبتدأ على الخبر يُعتبر من الأساسيات في بناء الجملة الاسمية، والتي تتألف من عنصرين هما المبتدأ والخبر. يُعرف المبتدأ عمومًا، بينما يأتي الخبر نكرة، كما يتضح في المثال: “التلميذ مجتهد”.
قد يظهر المبتدأ كنكرة في عدة حالات خاصة، مثل وجود حرف استفهام أو حرف نفي، أو إذا تم تقديم الخبر جملةً مجرورة على نكرة.
المبتدأ والخبر
- المبتدأ هو الاسم المرفوع الذي يأتي أولاً في الجملة الاسمية، في حين أن الخبر هو ما يتبقى من الجملة ويعمل على إكمال المعنى.
- أبرز الأمثلة على المبتدأ والخبر تشمل: “فارس نشيط”، “الورد زينة البستان”، “القطط أليفة”، و”التلاميذ متفوقون”.
- يمكن تصنيف أنواع المبتدأ إلى عدة فئات: اسم ظاهر، ضمير منفصل، مصدر مؤول، مجرور رب، ومجرور بحرف الباء الزائدة.
- أما عن أنواع الخبر، فهي تشمل اسم ظاهر، جملة اسمية، جملة فعلية، مصدر مؤول، محذوف متعلق بالجار والمجرور، أو محذوف متعلق بظرف، وأيضًا اسم استفهام.
- كل من المبتدأ والخبر لهما حكم الرفع، حيث تظهر علامة الرفع بالضمة إذا كان الاسم صحيح الآخر، وتكون الضمة مقدرة إذا كان الاسم معتل الآخر.
- يرتفع المبتدأ والخبر بالألف في حالة المثنى، ويرتفع بالواو إذا كان جمع مذكر سالم، بينما إذا كان من الأسماء الخمسة فإنه يرتفع أيضًا بالواو.
- يجوز حذف المبتدأ من الجملة بشرط وجود دليل على ذلك دون التأثير على المعنى.
- كما يمكن حذف الخبر بشرط وجود ما يدل عليه دون التأثير على الجملة، مثل: “من ربك؟ الله”.
- يجب حذف الخبر حين يأتي المبتدأ بعد “لولا”، مثل: “لولا عطفك لهلكنا”.
- من الضروري حذف الخبر إذا كان المبتدأ في صيغة قسم، كما في: “لعمرك لتذاكر”.
- كذلك يتطلب حذف الخبر إذا جاء بعد واو المعية، مثل: “كل إمراء وعمله”.
- إذا ورد المبتدأ قبل حال لا يمكن أن تعتبر خبر، كالتعبير عن “عقابك الطفل مخطئا”.
تقديم المبتدأ على الخبر
- يُعرف المبتدأ بأنه أحد عناصر الجملة الاسمية، وقد يُشار إليه باسم المسند إليه، وهو اسم مرفوع يأتي في بداية الجملة، بينما يُطلق على الخبر اسم المسند.
- يعمل الخبر على إكمال معنى الجملة، كما في المثال: “الشمس ساطعة”.
- بشكل عام، ينبغي تقديم المبتدأ على الخبر، ويمكن أن يكون هذا التقديم واجبًا أو جائزًا.
متى يجب تقديم المبتدأ على الخبر؟
يتطلب الأمر تقديم المبتدأ على الخبر في حالات محددة للدلالة البلاغية، وذلك في الشروط التالية:
- في حال عدم القدرة على التمييز بين المبتدأ والخبر لأنه يمكن أن يكون كلاهما معرفة أو نكرة، كما في: “هيثم أخوك”.
- عندما يكون الخبر جملة فعلية، والفاعل ضمير مستتر يعود على المبتدأ، مما يؤدي إلى تحويل الجملة من الاسمية إلى الفعلية، مثل: “الزمن يمر”.
- إذا بدأت الجملة بـ “لام الابتداء”، كما ورد في قوله تعالى: “لأنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ”.
- عند وجود حرف “إلا” أو “إنما” بين المبتدأ والخبر، كما في قوله تعالى: “وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”.
متى يجوز تقديم المبتدأ على الخبر؟
يجوز تقديم المبتدأ على الخبر في حال عدم وجود المبتدأ في بداية الجملة، إذا كان هناك ما يخل بالمعنى، مثل: “الجهل ظلام” أو “ظلام الجهل”.
تقديم المبتدأ على الفعل
يشير علماء البلاغة إلى أنه توجد حالات يمكن فيها أن يتقدم المبتدأ على الفعل، وذلك لوجود أحد الأغراض البلاغية التالية:
- التخصيص: كما في “الشرطي ساعدني”، حيث يتم تخصيص الشرطي بالمساعدة.
- إزالة الشك من الأمر: حيث يتم تثبيت الصفة على شيء ما وليس فقط التخصيص، مثل: “هو يساعد الفقراء”.
- تعجيل الإيجاب أو السلب، وهذا يظهر عند الحديث عن شيء إيجابي أو سلبي، مثل: “المطر يهطل”.
- التعظيم أو التحقير: يمكن استغلال هذا الغرض إذا كان معنى المبتدأ يتضمن التعظيم أو التحقير، كما في: “القائد يعبر”، أو “الفاشل يخفق”.
- الغرابة: وهذا يستخدم عند الحديث عن المبتدأ بشيء غير عادي، كما في: “الأعمى يرى”.