الضغط لدى المرأة الحامل
مع دخول الشهر السادس من الحمل، يبدأ جسم المرأة الحامل في إنتاج كميات إضافية من الدم تصل إلى حوالي لتر وربع. يقوم قلب الحامل بضخ هذه الكمية إلى مختلف أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى زيادة في النشاط الحراري وارتفاع في درجة حرارة الجسم. كما أن هذه الزيادة في كمية الدم تساعد في نقل العناصر الغذائية والأكسجين إلى الجنين عبر الحبل السري والمشيمة، بالإضافة إلى التخلص من فضلات الجنين.
تغير ضغط الدم أثناء الحمل
يعد تغير ضغط الدم أمرًا طبيعيًا خلال فترة الحمل، حيث يُسهم هرمون البروجستيرون في تخفيف الضغط على جدران الأوعية الدموية. مما يؤدي إلى انخفاض ضغط دم الحامل خلال الأشهر الأولى والثانية من الحمل، وقد تشعر الحامل بالغثيان والدوار، خاصة عند الوقوف لفترات طويلة أو عند النهوض من النوم بسرعة.
يكون ضغط الدم أقل من المعدل الطبيعي في منتصف فترة الحمل، لكنه يبدأ في الارتفاع تدريجياً مع حلول الأسبوع الرابع والعشرين، حيث يزداد حجم الدم بمقدار لتر في هذا الأسبوع. بشكل عام، يعود ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية في الأسابيع الأخيرة من الحمل. لذا، ينبغي على الحامل عدم القلق إلا في حال ارتفاع ضغط دمها بشكل ملحوظ وتكرار ذلك في أكثر من قياس.
أهمية قياس ضغط الدم لدى الحامل
يُعتبر قياس ضغط الدم لدى المرأة الحامل من الإجراءات الأساسية لمتابعة حالة الحمل والاطمئنان عليها. يراقب الطبيب أي علامات أو أعراض قد تشير إلى وجود مخاطر تدل على مضاعفات الحمل، مثل تسمم الحمل، خاصة في مراحله الأخيرة. يحدث تسمم الحمل عندما تفشل المشيمة في أداء وظائفها، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عن معدله الطبيعي.
يقوم الأطباء بإجراء اختبار البول وقياس ضغط الدم للكشف عن وجود البروتين في البول وتحديد علاقته بارتفاع ضغط الدم وحدوث تسمم الحمل. إذ أن وجود تاريخ لارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو أثناءه يجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بمشكلة تسمم الحمل. ومع ذلك، لا يعني ذلك بالضرورة أنها ستعاني من هذه الحالة، إلا أن ارتفاع ضغط الدم في مراحل مبكرة يزيد من احتمال حدوثها.
ضغط الدم بعد الولادة
في حال ارتفاع ضغط الحامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، فعادةً ما يعود ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية بعد الولادة. إلا أنه قد يحتاج إلى عدة أسابيع حتى يتأكد الطبيب من عودة ضغط الدم إلى مستوياته السابقة. لذلك، من المهم قياس ضغط الدم عدة مرات يوميًا وبشكلٍ منتظم خلال الأيام التالية للولادة. وإذا استمر ضغط الدم مرتفعًا بعد الولادة، يتعين على المرأة تناول الأدوية المناسبة للحد من ارتفاعه والحفاظ على مستوى ضغط دمها في الأشهر القادمة.