تعريف المادة
تُعرّف المادة بأنها كل شيء يمتلك كتلة وحجم محدد، ويشغل حيزًا من الفراغ. تشمل المادة جميع العناصر التي تخطر على بال الإنسان، مثل الكرسي والكتاب، بالإضافة إلى مواد أخرى غير ملموسة مثل الهواء الذي تتنفسه الكائنات الحية، وكذلك الكواكب والنجوم بتنوعها.
تتكون المادة من جسيمات صغيرة جدًا تُعرف بالذرات، حيث تحتوي هذه الذرات على جسيمات تُسمى البروتونات والنيترونات والإلكترونات. يتم دراسة التركيب الخاص بالمادة من خلال علم الكيمياء، الذي يركز على كيفية ترابط هذه الجسيمات لتشكيل مواد مختلفة.
مكونات المادة
مفهوم أن المادة تتكون من جسيمات صغيرة تدعى الذرات راود الفلاسفة اليونانيين ديموقريطوس وليوكيبوس منذ القرن الخامس قبل الميلاد. تعد ذرة الهيدروجين أبسط أنواع الذرات، حيث تحتوي على بروتون واحد فقط.
تتكون البروتونات والنيترونات والإلكترونات من الفرميونات، التي تقسم إلى نوعين هما الكوارك والليبتون، وهما ليسا من أنواع المادة المعروفة. كما توجد مواد مضادة تُعتبر أيضًا نوعًا من المادة، على الرغم من أن جزيئاتها تدمّر المادة الطبيعية عند تلامسها بها.
خصائص المادة
تمتلك كل مادة خصائص فيزيائية وكيميائية تميزها عن غيرها. فيما يلي توضيحات عن هذه الخصائص:
الخصائص الفيزيائية للمادة
تشمل الخصائص الفيزيائية تلك التي لا تؤثر تغييراتها على التركيب الأصلي للمادة، ويمكن قياسها دون الحاجة إلى تفاعل، مثل الكثافة واللون. كما تشمل خصائص تقاس من خلال تغير المواد تحت تأثير الحرارة، مثل درجة الانصهار والتجمد.
نلاحظ التغيرات الفيزيائية في حياتنا اليومية، مثل ذوبان الشمع، وذوبان السكر في القهوة، وطحن المادة الصلبة إلى مسحوق، حيث يحدث تغيير في الحالة الفيزيائية دون تأثير على التركيب الكيميائي. ومن الخصائص الفيزيائية نذكر:
- كتلة المادة وحجمها.
- اللون.
- الكثافة.
- الصلابة.
- نقطة الانصهار، التي يحدث عندها تحول المادة إلى الحالة السائلة.
- نقطة الغليان، التي يبدأ عندها السائل بالتبخر.
الخصائص الكيميائية للمادة
تصف الخصائص الكيميائية التغيرات التي تطرأ على تركيب المادة، حيث تؤدي تفاعلات المادة مع مواد أخرى إلى إنتاج نوع جديد يختلف عن المواد المتفاعلة. على سبيل المثال، يُعتبر الصدأ تغيرًا كيميائيًا، حيث يكون للصدأ تركيب مختلف تمامًا عن الحديد والماء السابقين له. تشمل هذه الخصائص الكيميائية:
- قابلية المادة للاشتعال أو الانفجار.
- تفاعل المعادن مع الأحماض.
- تفاعل المادة مع الأكسجين لتكوين الأكاسيد.
- التآكل.
- التعفن.
- التحلل.
- التخمر.
حالات المادة وخصائصها
تنتج الخصائص العامة للمادة عن العلاقة بين الكتلة والحجم الذي تشغله. نتيجةً للكتلة، تمتلك جميع المواد قصورًا ذاتيًا، يُحدد بواسطة الكتلة، ووزنًا إذا وُجدت في حقل جاذبية. كما أن المادة احتلالها لحيز يدل على أنها تتمتع بحجم وعدم قابليتها للاختراق، حيث لا يمكن لجسيمين شغل نفس الحيز في آن واحد.
تختلف الخصائص الأخرى المميزة للمواد اعتمادًا على البنية الداخلية لها. من هذه الخصائص: المطيلية، والمرونة، والقساوة، وقابلية الطرق، والمسامية، والتماسك. أما عن حالات المادة وخصائصها، فهي كما يلي:
المادة الصلبة
تتميز المواد الصلبة بشكل ثابت وكتلة محددة، كما تتسم بترابط قوي بين الجسيمات، مما يجعل تغيير شكلها صعبًا. تمتلك جسيمات المادة الصلبة طاقة حركية منخفضة، حيث تكون الإلكترونات في حركة محدودة، مما يؤدي إلى اهتزاز بسيط للذرات التي تبقى ثابتة في مواقعها. يمكن تصنيف المواد الصلبة إلى نوعين: المواد البلورية والمواد غير المنتظمة.
المادة السائلة
تختلف الحالة السائلة عن الصلبة في سهولة تغير شكلها. تأخذ المادة السائلة شكل الوعاء الذي توضع فيه، ولكن حجمها وكمّيتها تبقى ثابتة. على الرغم من عدم وجود ترتيب محدد لجزيئات السائل، إلا أنها قريبة جدًا من بعضها، مما يجعل حجم السائل ثابتًا، ولا يمكن ضغطه. تتمتع جسيمات السائل بمساحة كافية للدوران حول بعضها، مما يمنعها من أخذ شكل ثابت.
تتوزع القوى بشكل متساوٍ في السائل؛ فعند وضع جسم في السائل، تُزاح الجزيئات. ترتبط جزيئات المادة السائلة بقوى بين جزيئية ضعيفة، مما يؤدي إلى تكوين القطرات وتيارات الماء، لكن هذه الجزيئات لا تتحرك بنفس حرية جزيئات المادة الغازية.
المادة الغازية
تتميز الغازات بسهولة انتشارها في بيئتها، فلا تمتلك شكلًا أو حجمًا محددًا، بل تأخذ شكل الوعاء الذي توضع فيه. يمكن لأي شيء أن يمر عبر الغازات بسهولة، نظرًا لوجود الجزيئات بعيدًا عن بعضها وبتركيز غير مترابط، مما يؤدي إلى طاقة حركية عالية.
عند تطبيق الضغط على الغاز عن طريق تقليل حجم الوعاء الذي يحتويه، تقترب الجزيئات من بعضها، مما يزيد ضغط الغاز نتيجة لتصادم الجزيئات. يمكن زيادة ضغط الغاز عند ارتفاع درجة الحرارة عن طريق التسخين، مع تثبيت حجم الوعاء. تمتلك جزيئات المواد الغازية طاقة حركية كافية لكسر القوة الرابطة بين الجزيئات.
البلازما
على الرغم من عدم اعتبار البلازما من حالات المادة للعديد من المواد على سطح الأرض، إلا أنها تُعتبر واحدة من أكثر حالات المادة شيوعًا في الكون. تتكون البلازما من جزيئات مشحونة، وتمتاز بطاقة حركية عالية جدًا.
تُستخدم الغازات النبيلة مثل الهيليوم والأرجون عادةً لإنشاء إشعاعات مضيئة باستخدام الكهرباء لتأيينها وتحويلها إلى حالة بلازما. تُعتبر النجوم كرات بلازمية تتسم بالحرارة الشديدة.
تكاثف بوز-أينشتاين
في عام 1995، تمكن العلماء من إنتاج حالة جديدة من المادة باستخدام التكنولوجيا؛ حيث قام العالمان إريك كورنيل وكارل ويمان بتبريد عينة من الروبيديوم باستخدام الليزر والمغناطيس لتقريب درجة حرارتها من الصفر. أدى ذلك إلى ضعف حركة الجزيئات، مما تسبب في تكتل الذرات معًا، حيث لم تعد هناك آلاف الذرات المنفصلة، بل أصبحت كتلة واحدة ضخمة.
تستخدم هذه الحالة في دراسة ميكانيكا الكم بشكل دقيق، كما أن الضوء يبطأ عند مروره عبرها، مما يسهل دراسة الجزيئات.
تتكون المادة من الذرات، التي تحمل البروتونات والإلكترونات والنيترونات، ويتم ترتيبها لتشكيل الكتلة أو الحجم. تعتمد خصائص المواد، مثل المرونة والتماسك والقدرة على السحب والطرق، على بنيتها الداخلية. في الظروف العادية، تمتلك كل مادة حالة فيزيائية معينة، لكن هذه الحالة قد تختلف نتيجة تغيير ظروف الضغط ودرجة الحرارة. لكل مادة خصائص كيميائية مميزة يجب دراستها وفهمها بدقة قبل التعامل مع أي نوع من المواد.