الاختلافات بين الشخصية السيكوباتية والشخصية المضادة للمجتمع
يُعتبر اضطراب الشخصية من أنواع الاضطرابات النفسية التي تؤثر على الأشخاص في كيفية فهمهم للمواقف والتفاعل مع الآخرين. تواجه الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب تحديات كبيرة، قد تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ومشاركتهم في الأنشطة اليومية والعمل والدراسة. في بعض الحالات، قد يكون الشخص غير مدرك لإصابته باضطراب الشخصية، إذ يبدو سلوكه وطريقة تفكيره طبيعية. وعادةً ما يتخذ الشخص من الآخرين شماعة يُعلق عليها تحدياته ومشاكله. غالبًا ما تبدأ هذه الاضطرابات في سن المراهقة أو في بداية البلوغ، ومن بين أنواعها اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع واضطراب الشخصية السيكوباتية.
تعريف الشخصية السيكوباتية
الشخصية السيكوباتية تُشير إلى نوع من الاضطرابات النفسية التي تظهر بين بعض الأفراد، حيث يتسم هؤلاء بتصرفات غير أخلاقية وغير اجتماعية. يعاني هؤلاء الأفراد من عدم القدرة على إبداء المشاعر الحب والعلاقات الشخصية الهادفة، ويتميزون بأنانية مبالغ فيها ونرجسية. هذه الصفات تجعلهم يختلفون عن الأشخاص الذين يظهرون اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، حيث يفشلون عمومًا في التعلم من تجاربهم والسلوكيات المتعلقة بهم.
خصائص الشخصية السيكوباتية
تتضمن الشخصية السيكوباتية مجموعة من الخصائص والمميزات، ومنها:
- شعور مبالغ فيه بالقيمة الذاتية، حيث يرون أنفسهم في مكانة تفوق الآخرين وغالبًا ما يعتقدون أن القوانين غير قابلة للتطبيق عليهم.
- يمتلكون جاذبية سطحية، وقد يكون كثير منهم متحدثين جيدين ويظهرون مظهرًا جذابًا.
- الاندفاعية تُعد سمة بارزة لديهم.
- يفتقرون إلى الشعور بالذنب أو الندم عن سلوكياتهم.
- نادرًا ما يعبرون عن التعاطف، ويفتقرون إلى القدرة على الاستجابة لمشاعر الآخرين.
- يشيعون الكذب المرضي.
- ضعف السيطرة على السلوك بشكل عام.
- تنعدم لديهم حسّ المسؤولية، مما يجعل وعودهم لا تعني شيئًا، وتُعتبر شخصيات غير جديرة بالثقة.
- يعاني معظمهم من سلوكيات متهورة منذ الصغر، مثل الغش أو ترك المدرسة أو التخريب أو تعاطي المخدرات أو القيام بأعمال عنف.
تعريف الشخصية المضادة للمجتمع
اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع يُعتبر أحد أشكال أنماط الشخصية المرضية، حيث يظهر الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب عدم احترام للآخرين، وينتهكون القواعد والمعايير الاجتماعية المعترف بها. ويُحتمل أن يتورط هؤلاء في تصرفات غير قانونية أو إحداث الأذى الجسدي أو العاطفي للآخرين، مع تجاهل تام للعواقب أو عدم تحمل المسؤولية عن أفعالهم. كما أن مثل هذه الاضطرابات تنعكس على طريقة تفكير وسلوك الشخص.
خصائص الشخصية المضادة للمجتمع
تمتلك الشخصية المضادة للمجتمع خصائص ومؤشرات معينة، يمكن التعرف عليها من خلالها، ومنها:
- ميل نحو العدوانية والعنف الجسدي.
- تصرفات متهورة وغير محسوبة.
- إلقاء اللوم بشكل متكرر على الآخرين.
- ارتكاب مخالفات قانونية بشكل مستمر.
- تدمير الممتلكات.
- استخدام أساليب التلاعب والخداع مع الآخرين.
- انعدام الندم بعد القيام بأفعال مؤذية.
- التصرف بشكل غير مسؤول، وعدم اتباع الأعراف الاجتماعية السائدة.
- يجدون صعوبة في المحافظة على علاقات طويلة الأمد.
التداخل بين الشخصية السيكوباتية والشخصية المضادة للمجتمع
هناك صفات متشابهة بين أعراض الشخصية السيكوباتية وأعراض الشخصية المضادة للمجتمع، منها:
- كلا النوعين يُعتبران اضطرابات شخصية مرضية.
- كليهما يعاني من نقص المشاعر وقدرتهما على تكوين علاقات اجتماعية.
- افتقارهما للعواطف والقدرة على التوافق مع المعايير الأخلاقية والاجتماعية.
- ارتكاب المخالفات للقواعد والقوانين المعمول بها.
- الشعور بالاندفاعية والعدوانية.