التمييز بين أنواع التوحيد: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية

التمييز بين توحيد الربوبية والتوحيد الألوهية

يعتبر توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية من الفئات الرئيسية في مفهوم التوحيد، حيث يُفهم توحيد الربوبية على أنه الإيمان بأن الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق والمدبر والمالك لكل شيء. يُعَدّ الله الخالق الوحيد، ولا يمكن لأحد أن يخلق مثل خلقه، بالإضافة إلى الإيمان بأن الله -تعالى- هو الجهة الوحيدة التي تدير شؤون المخلوقات دون أي شريك. رغم أن المشركين أقروا بهذا النوع من التوحيد، إلا أن ذلك لم ينفعهم ولم يجعلهم من المؤمنين، نظراً لأنهم اتخذوا آلهةً أخرى إلى جانب الله. في المقابل، يعني توحيد الألوهية تخصيص الله -عز وجل- بجميع أشكال العبادة، والامتناع عن عبادة أي شخص آخر، إلى جانب عدم الاستغاثة أو الاستعانة بأحد سواه.

تعريف التوحيد

التوحيد في اللغة يعني جعل الشيء واحداً. أما في الاصطلاح الشرعي، فإنه يُعرف بأنه إفراد الله -سبحانه وتعالى- بالربوبية والألوهية وكذلك بأسمائه وصفاته الخاصة. وقد أضاف ابن القيم -رحمه الله- أنه لا بد من إخلاص النية لله، ومحبة الله، والخضوع له، والامتثال الكامل لطاعته، بالإضافة إلى الإخلاص في العبادة له فقط، والسعي لتحقيق غايته في جميع الأقوال والأفعال والمواقف المختلفة.

شروط صحة التوحيد

يُقبل التوحيد عند الله -تعالى- ويكون له أثر نافع إذا توفر فيه عدد من الشروط التي نوضحها في النقاط التالية:

  • العلم الحقيقي بمعنى التوحيد، إذ لا يكفي ترديد الشهادتين باللسان وحده دون فهم معانيهما، وإلا فلن يُعدّ الشخص من أهلها.
  • اليقين الكامل بمعنى التوحيد، من دون أي شك أو تردد في مضامينه، حيث إن المسلم يجب أن يكون خالياً من النفاق، وهو ما يتجلى في صفات القلوب المرتابة.
  • القبول بما تنطوي عليه كلمة التوحيد.
  • الامتثال التام لمتطلبات التوحيد، بما يتضمن العلم بأوامر الله والانتهاء عما نهى عنه.
  • الصدق، أي أن يتوافق ما يخرج من اللسان مع ما في القلب.
  • الإخلاص لله -تعالى- عند التلفظ بكلمة التوحيد.
  • محبة كلمة التوحيد ومحبة من يعمل بها.
Scroll to Top