مفهوم المنهج المقارن
المنهج المقارن يُعتبر أحد الأساليب البحثية المستخدمة في العلوم الأكاديمية، حيث يهدف إلى إجراء مقارنات بين الأدوات والعينات الخاصة بالدراسة. يمنح هذا المنهج الباحثين القدرة على التعرف على أوجه التشابه والاختلاف بين الظواهر قيد التحقيق، مما يتيح لهم فرصة استكشاف الجوانب الغامضة المتعلقة بها، وبالتالي يسهم في فهمها وتفسيرها بفعالية.
يتميز المنهج المقارن بمرونته، حيث يمكن تطبيقه في مجموعة متنوعة من التخصصات العلمية، بما في ذلك العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية وغيرها.
أساليب استخدام المنهج المقارن
هناك عدة أساليب يمكن للباحثين اعتمادها عند استخدام المنهج المقارن في الدراسات العلمية، ومن أبرزها:
طريقة الاتفاق (التلازم في الوقوع)
تشير هذه الطريقة إلى وجود عامل مشترك وحيد يُعتبر العامل الرئيسي وراء حدوث ظاهرة معينة. وبالتالي، لا يمكن أن تحدث الظاهرة دون توفر هذا السبب المشترك. كمثال، إذا كان هناك انتشار لحالات إصابة جلدية بين مجموعة معينة من النساء أدى إلى وفاتهن، فإن العامل المسبب لذلك هو استخدام مسحوق تجميلي يحتوي على مادة سامة.
طريقة الاختلاف (التلازم في عدم الوقوع)
وضع هذه الطريقة الباحث ستيوارت، وتقوم على المقارنة بين مجموعتين أو أكثر تتشابه في جميع الصفات باستثناء صفة واحدة. من خلال هذه الطريقة، يمكن استنتاج أن الاختلاف الحاصل بينهم مرتبط بالصفة المتمايزة.
التغيير النسبي (تلازم التغيير في السبب والنتيجة)
تشير هذه الطريقة إلى وجود علاقة واضحة بين السبب والتأثير في جميع الظواهر الطبيعية أو الحالات التي تحدث. حيث إذا طرأ أي تغيير على السبب، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تغييرات في النتيجة.
الطريقة المشتركة
كما يتضح من الاسم، تجمع هذه الطريقة بين أسلوبَي الاتفاق والاختلاف معًا. يقوم الباحث بتطبيق طريقة الاتفاق لتحديد العامل المشترك، الذي يعد دليلاً على أن النظرية لا يمكن أن تتجلى بدون هذا العامل.
على سبيل المثال، إذا كان هناك سببان، (1) و(2)، ونتيجتان هما (3) و(4)، فمن خلال تحديد العلاقة بين السبب (1) والنتيجة (3)، يمكن للباحث استنتاج العلاقة بين السبب (2) والنتيجة (4).
طريقة العوامل المتبقية
تُستخدم هذه الطريقة عندما يكون لدى الباحث فهم شامل وعميق لكافة جوانب الظاهرة موضوع الدراسة، مما يمكنه من استنتاج ما تبقى من الظاهرة ذات الصلة بطريقة يسيرة.