الفرق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ
يمكن توضيح الفروق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ على النحو التالي:
التشبيه البليغ
التشبيه البليغ هو ذلك النوع من التشبيه الذي يتم فيه حذف وجه الشبه وأداة التشبيه، بينما يبقى المشبه والمشبه به. مثال على ذلك هو عبارة (زيدٌ أسدٌ) التي تشبه زيد بالأسد من دون استخدام أي أداة تشبيه أو ذكر وجه الشبه. ومن الأمثلة الأخرى على التشبيه البليغ:
- هجم الجندي هجوم الأسد.
- وثب الطفل وثبة الغزال.
- ارتدى بكر ثوب العافية.
- ابتعدوا عن ظلمات الجهل.
- انقض القائد على أعدائه كالأسد.
- بدت الطالبة على المسرح كشمس.
- حديثك كالعسل.
- العلم نور.
الاستعارة المكنية
أولاً، يجب أن نفهم مفهوم الاستعارة بشكل عام، كما يمكن أن نفهمه من خلال الجملة التالية:
(يزأر القائد في المعركة) هل يزأر القائد بالفعل؟ الجواب هو “لا”، لأن الزئير يعد صوتًا يخص الأسد وليس الإنسان. في هذه الجملة، أُعطي القائد وصف ليس له، حيث استعرنا صفة الزئير دون ذكر لفظ المشبه به “الأسد”. إذا تم حذف المشبه به، نسمي هذا النوع بـ “الاستعارة المكنية”، حيث يُشار فيها إلى المشبه فقط دون ذكر المفهوم الرئيسي، وذلك باستخدام علامة من صفاته أو شيء من لوازمه، مثل:
- (افترس الجندي أعداءه): هنا، شبه الجندي بوحش مُفترس، حيث ذُكر المشبه -الجندي- وحُذف المشبه به -الوحش- وتم الإشارة إليه من خلال صفته وهي “الافتراس”.
- (إذا المنية أنشبت أظفارها * * * ألفيت كل تميمة لا تنفع): في هذا المثال، تُشبه المنية بالسبع، وتم استعارة صفتها – “الأظفار” – لها دون ذكرها بشكل مباشر.
وباختصار، يكمن الفرق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ في أن الاستعارة المكنية تحذف فيها المشبه به. للتوضيح أكثر، انظر إلى الأمثلة التالية:
- (الجندي أسدٌ يزأر في المعركة): هنا نجد تشبيهًا بليغًا لأنه يحتوي على ركنا المشبه “الجندي” والمشبه به “الأسد”.
- (زأر الجندي في المعركة): في هذه العبارة توجد استعارة مكنية، حيث تم تشبيه الجندي بأسد يزأر، مع ذكر المشبه فقط وهو “الجندي” وحذف المشبه به “الأسد”.
أركان التشبيه
التشبيه في اللغة يعني التمثيل، أي “هذا شبه هذا” بمعنى أنه مماثل. أما في الاصطلاح، فيعني مقارنة بين شيئين أو أكثر يشتركان في صفة أو أكثر يمكن التعبير عنها باستخدام أدوات التشبيه. على سبيل المثال: (العلماء مثل المصابيح في هداية الناس). وبالتالي، فإن للتشبيه خمسة أركان رئيسية، وهي:
- المُشبه: الشيء الذي يُراد مقارنته بغيره، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته).
- المُشبه به: الشيء الذي يُضاف إليه الآخر، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته).
- أداة التشبيه: اللفظ الذي يدل على التشبيه ويربط بين المشبه والمشبه به، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته). وقد تكون هذه الأداة حرفًا مثل: (كـَ، كأن)، أو فعلًا مثل: (يشبه، يماثل، يحاكي)، أو اسمًا مثل: (مثل، شبه، نظير).
- وجه الشبه: الصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به، وتكون في المشبه به أقوى مما هي في المشبه، كما في المثال: (زيدٌ كالأسدِ في قوته) حيث إن القوة هي وجه الشبه ولكن الأسد يتميز بقوة أكثر.
- الغرض من التشبيه: الغاية أو الهدف التي يتوخاها المتكلم من استخدام التشبيه، وغالبًا ما لا يُذكر في الكلام، لأنه يظل جزءًا من أفكار المتكلم.