تفسير الآية: وعجلت إليك رب لترضى
الآية “وعجلت إليك ربي لترضى” تُعتبر الجزء الثاني من آية قرآنية، حيث أن الجزء الأول هو “هم أولاء على أثري”. وتفسر على النحو التالي:
- تقصد عبارة “هم أولاء” أن القوم لم يتبعوا سيدنا موسى عليه السلام، بل انتظروا بفارغ الصبر ما سيأتي به من عند الله تعالى.
- هناك تفسير آخر يشير إلى أن سيدنا هارون، ومعه القوم الذين هم أتباع سيدنا موسى، قد تابعوا موسى عليه السلام
- وأثناء انطلاق سيدنا موسى لملاقاة ربه، شعر بأن المسافة طويلة.
- لذا، أسرع موسى وترك قومه مع سيدنا هارون رغبةً منه في الإسراع لملاقاة ربه، وقد شق قميصه وسار مسرعًا.
- عندما وصل سيدنا موسى إلى جبل الطور، ناشد ربه، فسأله الله تعالى: “وما أعجلك عن قومك يا موسى؟”
- فأجاب سيدنا موسى بأن تعجله كان بسبب شوقه لملاقاة الله ورغبةً في إبلاغ القوم بأوامره.
- لم ينتظر القوم ليتبعوه، فأجاب سيدنا موسى ربي مقولاً: “هم أولاء على أثري، وعجلت إليك رب لترضى”.
وبذلك يمكنكم الاطلاع على:
تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى
- تشير العبارة إلى حب سيدنا موسى وشوقه إلى الله سبحانه وتعالى ورغبةً ماسةً للقاءه.
- يُعتبر سيدنا موسى قدوةً لقومه في حثهم على التعجل في المثول بين يدي الله.
- بدأ سيدنا موسى بنفسه ليتبع الناس نهجه ويقتدوا به
- يدل على ذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك: “مُطرنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحسر عن ثوبه للمطر، قلنا: لم صنعت هذا يا رسول الله؟ قال: “إنه حديث عهدٍ بربه”، رواه ابن حبان.
- وقال ابن عباس: “كان الله عالمًا بفعل موسى، ولكنه رحمة به وإكرامًا له، فقال له: وما أعجلك عن قومك يا موسى؟ فكان جواب موسى لربّه: هم أولاء على أثري.”
ولا تفوتوا قراءة مقالنا عن:
تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى من الميسر
في تفسير الميسر للآية الكريمة “وعجلت إليك رب لترضى”، جاء فيه أن سيدنا موسى أسرع لأنه خشي أن يلحق به قومه، ورغب في مغفرة الله ورضاه:
1- تفسير السعدي
- ذكر السعدي أن المقصود بـ”هم أولاء على أثري” هو أنهم قريبون مني وسيلحقون بي.
- أما عبارة “وعجلت إليك ربي لترضى” فتُبين شغف سيدنا موسى بإرضاء الله ورغبته العارمة للقاء الله.
2- تفسير الوسيط لطنطاوي
يشرح الطنطاوي أن سيدنا موسى اعتذر لربه خشيةً من عتاب الله له لكونه سبق قومه طلبًا لرضاه، وسارع في السير خشيةً من لحاقهم به.
3- تفسير صاحب الكاشف
يقول صاحب الكاشف في تفسير “وعجلت إليك ربي لترضى”:
- كان من الضروري معالجة السؤال “ما أعجلك” بإجابة تتعلق برغبة موسى في إرضاء الله وشوقه للقاءه.
- إلا أن ردّه “هم أولاء على أثري” لم يتطابق مع السؤال.
- يرى صاحب الكاشف أن رد موسى قد يحتوي على نقطتين: الأولى هي عدم قبول التعجل في ذاته، والثانية هي الاستفسار عن السبب.
ويعتبر أن توضيح الأسباب كان الهدف الرئيس لموسى عليه السلام. - سعى سيدنا موسى لجعل المسافة بين القائد وأتباعه كما هو مألوف في العديد من المواقف.
4- تفسير ابن كثير
يرى ابن كثير أن سيدنا موسى يعبر عن أن قومه يقيمون بالقرب من جبل الطور، وهو قد عجل للقاء ربه طلبًا لرضاه.
5- تفسير القرطبي
يفسر القرطبي الآيات “هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى” بالشكل التالي:
- المعنى المقصود هو أن القوم يترقبون عودتي لهم بعد أن أعود بما أوحى إلي ربي.
- هناك تفسير آخر يشير إلى أن سيدنا هارون رافق القوم ليستفيدوا من أثر سيدنا موسى.
- رأي آخر يبين أن سيدنا موسى كان يقصد السبعين من أتباعه، وهرول سريعا نحو جبل الطور رغبةً في لقاء ربه.
6- تفسير الشيخ الشعراوي
- يفسر الإمام الشعراوي الآية “وعجلت إليك ربي لترضى” بأنها تعني أن القوم سيعقبونني، بينما موسى عليه السلام تعجل للوصول إلى الله طمعًا في رضاه.
- ويشير إلى أن القائد، مثل سيدنا موسى، يتقدم على أتباعه ليكون قدوة يُحتذى بها، وهذا هو الجوهر في القيادة.
- كمثال، يوضح ما فعله القائد طارق بن زياد lors فتحه للأندلس.
- كما يؤكد الشعراوي أن الهدف من التعجل هو إرضاء الله تعالى وتقديم القدوة لأصحابه.
الدروس المستفادة من تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى
- أشار ابن القيم إلى أن الهدف من استعجال سيدنا موسى للقاء ربه هو التعبير عن رغبته القوية في إرضاء الله.
- يمكننا تحقيق رضا الله من خلال الاستجابة السريعة لأوامره، مثل الإسراع إلى الصلاة بعد الأذان.
- وقد أكد السلف الصالح، كابن تيمية، على أهمية الوصول إلى رضا الله عبر الالتزام بأوامره بسرعة.