انقسام القمر إلى نصفين

معجزة انشقاق القمر

تُعَدّ معجزة انشقاق القمر إلى شِقَّتين من ضمن المعجزات العظيمة التي أيّد الله -عز وجل- بها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- استجابةً لطلب كفّار قريش الذين أرادوا رؤية آيةٍ سماوية. وقد جرت تفاصيل هذه المعجزة قبل الهجرة إلى المدينة المنوّرة، حيث يروي بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم رأوا جبل حراء بين شِقَّي القمر. تُعتبر هذه الحادثة واحدة من علامات الساعة التي وقعت وانقضت، ونحن نؤمن بها لأنها واردة في نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية.

طلب كفّار قريش من النبي -عليه الصلاة والسلام- هذه المعجزة بسبب ادعائهم أن المعجزات الأخرى التي جاء بها ليست إلا من تصنيعه. لذا، تحدّوها برؤية انشقاق القمر. اتفقوا على موعد محدد، وعند حلول ذلك الوقت دعاهم النبي -عليه الصلاة والسلام- لمشاهدة القمر. وعندما نظروا إليه، انشقّ القمر إلى قِسمين، مما جعله أحد المعجزات الحسيّة التي تثبت صدق نبوته.

تاريخ انشقاق القمر في النصوص الشرعية

تطرق القرآن الكريم والعديد من الأحاديث الصحيحة إلى حادثة انشقاق القمر. نستعرض فيما يلي بعض النصوص المهمة حول هذه المعجزة:

انشقاق القمر في القرآن الكريم

قال الله -تعالى- في سورة القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). وهذا الحدث وقع زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما طلب منه كفّار قريش معجزةً باهرة، وعندما شهدوا ذلك، لم يكن ردهم إلا أن قالوا: “لا يغرنّكم سحر ابن أبي كبشة -في إشارة إلى والده من الرضاعة-، إنما سحر أعينكم”.

قرّروا بعد ذلك أن يسألوا الناس في جميع أنحاء الأرض إن كانوا بالفعل قد رأوا انشقاق القمر، ليؤكدوا لأنفسهم أن النبي لم يستخف بعقولهم كما زعموا. وقد صرح المسافرون وكثير من الناس في القوافل بأنهم شهدوا تلك المعجزة. ومع ذلك، ظل الكفّار على عنادهم ولم يقبل أغلبهم الإيمان، ولهذا قال الله -عز وجل-: (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ).

انشقاق القمر في السنة النبوية

تجدر الإشارة إلى أن حادثة انشقاق القمر وثّقت في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تثبت صدق رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت هذه المعجزة كونية وعظيمة. ومن بين تلك الأحاديث، نذكر ما يلي:

  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا).
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (سأل أهل مكة رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ أن يُرِيَهُمْ آيةً، فأراهم القمرَ شِقَّتَيْن، حتى رأوا حراء بينهما).
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً فَوْقَ الجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا).
  • أخرج البخاري عن مسروق بن الأجدع أنه قال: (عَنْ عبدِ اللَّهِ، قالَ: خَمْسٌ قدْ مَضَيْنَ: اللِّزَامُ، والرُّومُ، والبَطْشَةُ، والقَمَرُ، والدُّخَانُ).
Scroll to Top