الفروق بين التفسير التحليلي والتفسير الإجمالي
تتجلى الفروقات بين التفسير التحليلي والتفسير الإجمالي في النقاط التالية:
- التفسير التحليلي
يمثل التفسير التحليلي توضيح الآيات بشكل مفصل حسب ترتيبها في السور، مما يتيح استكشاف القيم المتعددة والأحكام العقائدية أو التشريعية والاجتماعية التي تحتويها. ويشمل كذلك الإعراب، اللغة، البلاغة، والمعاني المختلفة، بالإضافة إلى توضيح أسباب النزول، والمواد الدقيقة، وتفسير ما هو مبهَم.
- التفسير الإجمالي
في هذا النوع من التفسير، يسعى المفسّر إلى إعطاء القارئ مفهومًا عامًا للآية بدلاً من الغوص في التفاصيل الدقيقة، وذلك بهدف توضيح المعنى العام للآية فقط.
أمثلة على التفسير التحليلي والإجمالي
توجد العديد من الكتب التي تمثل كل من التفسير التحليلي والتفسير الإجمالي، ومن أبرز الأمثلة ما يلي:
- أمثلة على التفاسير التحليلية
تفسير ابن عطية، وتفسير الآلوسي، وتفسير الشوكاني، وغيرها من كتب التفسير التحليلي.
- أمثلة على التفاسير الإجمالية
تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، وتفسير المكي الناصري، حيث يكثر طباعة هذا التفسير في هوامش المصحف الشريف.
صلة التفسير التحليلي ببقية أنواع التفسير
تتفاعل أشكال التفسير الأخرى مع التفسير التحليلي على النحو التالي:
- يعتمد المفسر بشكل كبير على التفسير التحليلي سواءً عند القيام بالتفسير الإجمالي أو الموضوعي أو المقارن.
- يعزز التفسير التحليلي من فهم النصوص من خلال توضيح الإعراب والبلاغة وأسباب النزول، مما يساعد على إدراك مغزى الآية.
- يجب على من يرغب في تقديم تفسير بياني للآية أن يقوم أولاً بعمل تفسير تحليلي لفهم مغزاها ومعناها، ومن ثم يقدمها للجمهور بطريقة مختزلة وعامة.
نموذج للتفسير التحليلي
من النماذج التي تعكس التفسير التحليلي، نجد ما ورد في تفسير الشوكاني حول مطلع سورة الإخلاص، على النحو التالي:
- أوضح الشوكاني أنها سورة مكية، وشرح سبب نزولها المتمثل في سؤال المشركين للنبي عن نسب ربهم، مما أدى إلى نزول السورة.
- أشار إلى فضل السورة، حيث تعادل ثلث القرآن، وقام بالتعليق على جميع الأحاديث المرتبطة بها موضحًا بعض نقاط الضعف فيها.
- قام بإعراب الآية الأولى، حيث أوضح أن الضمير “هو” هو مبتدأ، و”الله” هو مبتدأ ثانٍ، و”أحد” يُعد خبرًا للمبتدأ الثاني.
- ذكر قراءة ابن مسعود -رضي الله عنه- للآية الأولى، وقام بترجيح قراءة الجمهور.
- وضح معنى “الصمد”، موضحًا أنه السند الذي ينتهي إليه العزّ، وذكر آراء المفسرين المختلفة حول معنى الصمد، بما في ذلك كونه الدائم الذي لا يزال ولا يزول.
- أشار إلى الاستخدامات اللغوية لكلمة “الصمد” في حديث العرب.
نموذج للتفسير الإجمالي
من الأمثلة التي تظهر الاختصار في التفسير الإجمالي، نجد تفسير سورة الإخلاص في كتاب المكي الناصري، والذي يمثل هذا النمط من التفسير، ويمكن تلخيصه كما يلي:
- تناول المفسّر سبب نزول السورة بإيجاز.
- أوضح معنى “الصمد” بأنه السيد الذي يتوجه إليه الناس في حوائجهم واحتياجاتهم، ويلجأون إليه في الشدائد.
- أعلن أن معنى “لم يلد ولم يولد” يتضمن نفي جميع المعتقدات الخاطئة المنتشرة بين أتباع الديانات الأخرى، فنفى وجود والد لله أو ولد له.
- فسر “لم يكن له كفواً أحد” بالقول إنه لا يوجد في خلقه ما يشبهه، مما يستلزم تنزهه -جل جلاله- عن اتخاذ الزوجة أو الولد.