الطلاق غير المعلن في الإسلام

الطلاق الصامت في الإسلام

تعريف الطلاق الصامت هو الحالة التي يعيش فيها الزوج وزوجته تحت سقف واحد دون وجود تواصل أو رعاية متبادلة؛ حيث يقع في عدم أداء الواجبات والحقوق المتبادلة بينهما. ولا يعد هذا الانفصال طلاقًا شرعيًا، بل يظل الزوجان في حالة من الالتزام غير الفعال.

الموقف الشرعي تجاه الطلاق الصامت

إذا نظرنا إلى طبيعة الحياة الزوجية التي شرعها الله -عز وجل- من خلال ميثاقها القوي وأهدافها النبيلة في الحفاظ على الأفراد وصون المجتمعات وتحقيق استمرارية الحياة الإنسانية بشكل صحيح، ندرك أن هذه الحالة لا تتماشى مع القيم التي أرادها الله، ويمكن أن نفهم هذا من خلال ما يلي:

  • (فتذروها كالمعلقة)

قال الله -عز وجل-: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ). فهذا نهي إلهي عن تجاهل الزوجة حتى تصبح العلاقة مجرد ارتباط غير فعّال، مما يمنع إقامة حياة زوجية صحيحة تتم فيها المحافظة على الحقوق وأداء الواجبات.

  • (فلا تعضلوهن)

قال الله -تعالى-: (وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ). ويعني العضل هنا منع الزوج زوجته من الطلاق مع حرمانها من حقوقها، مما يجبرها على تنازلات غير مشروعة مقابل إنهاء العلاقة. وهذا يعتبر من الظلم الذي نهى الله -عز وجل- عنه.

  • (وعاشروهن بالمعروف)

قال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). إن توجيه الله بالعشرة بالمعروف يأكد على ضرورة الحفاظ على الميثاق الزوجي القوي، ويعني أن الزوج يجب أن يقوم بواجباته بصورة صحيحة، مع ضرورة توفير الرعاية الحسنة وحسن المعاملة.

  • (تسريح بإحسان)

قال الله -تعالى-: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ). وقد بين الله -عز وجل- أن العلاقات الزوجية تتلخص في شيئين؛ إما الاستمرار بالعشرة بالمعروف، وهذا هو الأفضل، أو إنهاء العلاقة بإحسان، دون ظلم أو انتهاك للحقوق.

هل يحافظ الطلاق الصامت على حدود الله؟

من الواضح أن الطلاق الصامت لا يحافظ على حدود الله -عز وجل- التي شرعها، حيث يُعتبر انتهاكًا لهذه الحدود، ولا يُمكن أن يُعتبر هذا النوع من الانفصال الطريقة الصحيحة لإنهاء العلاقة، كما أن كل من الزوجين في هذه الحالة يُعد مخالفًا للشرع، حيث يتوجب عليهم إما أن يحافظوا على العلاقة بطريقة سليمة أو أن ينهواها بطرق مشروعة.

أسباب الطلاق الصامت

هناك أسباب متعددة تؤدي إلى حدوث الطلاق الصامت. فمن جهة الزوج، قد تكون هذه الأسباب مرتبطة بخوفه من تحمل مسؤولية الأولاد أو ما قد يقوله الناس عنه، بالإضافة إلى عدم قدرته على تحمل آثار الطلاق والبدء من جديد. ومن جهة الزوجة، قد تتعلق الأسباب بالخوف من السمعة وسوء الظنون، أو الحفاظ على علاقتها بأطفالها، أو حتى خوفها من ردود أفعال أهلها.

رغم الأسباب الكثيرة التي يطرحها الأزواج لاستمراريتهم في هذه الحالة، فإن الحقيقة تبقى أن جميع هذه الأسباب لا تعفيهم من الالتزامات الشرعية. فالحلول الموجودة وفقًا للشرع دائمًا ما تكون متاحة وتعود بالنفع على جميع الأطراف. إن الابتعاد عن الشريعة والاعتماد على الأعراف هو ما يؤدي إلى الوقوع في هذه الحالة.

Scroll to Top