تفسير الآية: ما منحكم الله من العلم إلا جزءاً صغيراً

الإسلام يعتبر دينًا عظيمًا يساهم في فهم الحياة بطريقة صحيحة، ويوفر لنا تنظيمًا يتيح لنا العيش بكرامة وسعادة، ويرضي الله سبحانه وتعالى.

إن قراءة القرآن الكريم وفهمه وتدبره هي من الأمور التي تحمل الخير، فكل كلمة وآية في القرآن تحمل معانٍ عميقة وترشدنا إلى الطريق الصحيح.

في هذا المقال، سوف نستعرض تفسير الآية: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” بأسلوب بسيط وسهل.

سورة الإسراء: قوله تعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

قبل الخوض في تفسير الآية، يجب أن نعرض بعض المعلومات الأساسية عن سورة الإسراء التي تحتوي على هذه الآية:

  • ترتيب السورة: تعتبر سورة الإسراء السورة السابعة عشر في المصحف الشريف.
  • مكان النزول: أنزلت السورة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، مما يجعلها سورة مكية.
  • عدد الآيات: تحتوي السورة على 111 آية، مما يجعلها ليست من السور الطويلة.
  • تبدأ الجزء الخامس عشر في المصحف الشريف وتندرج ضمن الحزب التاسع والعشرين.
  • عدد الكلمات: 1556 كلمة.
  • عدد الحروف: تحتوي السورة على 6565 حرف.

موضوعات مقاصد سورة الإسراء

بعد أن ناقشنا تفسير الآية، ننتقل للحديث عن المقاصد العامة لسورة الإسراء، وسنستعرض ذلك في النقاط التالية:

  • العقيدة: تركز معظم موضوعات السورة على العقيدة الصحيحة.
    • عبادة الله وحده بلا شريك، كما ورد في الآية 23: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾.
    • فالله سبحانه وتعالى هو الخالق الوحيد لهذا الكون، ولهذا ندعوه ونسبحه.
  • تنزيه الله وتسبيحه: تم ذكر تسبيح الله عدة مرات في السورة.
    • فكل ما في السماوات والأرض يسبح له.
  • جزاء الأعمال: وضحت السورة أن جزاء الإنسان هو نتيجة أفعاله.
    • فإذا اهتدى، فإنما يهتدي لنفسه، وإذا ضل فإنما يضل أيضاً على نفسه.
    • كما هو مذكور في الآية 15: ﴿من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها﴾.
  • معجزة القرآن الكريم: تُظهر السورة أن القرآن هو معجزة.
    • حيث أنه كتاب منزّل من الله سبحانه وتعالى.
    • ولا يستطيع أي مخلوق من الإنس أو الجن أن يأتي بآية مشابهة.

المزيد من مقاصد سورة الإسراء

  • حكمة إنزال القرآن تدريجياً: وضحت السورة سبب إنزال القرآن على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على فترات، حتى يتمكن الناس من استيعابه وتطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه.
    • ذلك يسهل عليهم فهمه والعمل به.
  • أهمية القرآن الكريم: تشير السورة إلى أن القرآن يُرشد الناس إلى الطريق الصحيح ويبعدهم عن الضلال، كما هو في الآية 9: ﴿أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين﴾.
  • سلطة الله المطلقة: تؤكد السورة أن الله هو المتحكم في كل شيء.
    • جميع الأمور تعود إلى الله سبحانه وتعالى، وما يُعبد من أصنام لا ينفعهم بشيء.
    • في الآية 56: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا﴾.
  • تنزيه الله عن الشريك والولد: تناولت السورة أيضًا تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الولد والشريك.
    • فالله هو الخالق الواحد في هذا الكون، وليس له شريك أو ولد، كما ورد في الآية 111: ﴿وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا﴾.

تحتوي سورة الإسراء على العديد من المقاصد الأخرى، مثل تعزيز الأخلاق الحسنة.

والمسؤولية الفردية حيث يتحمل كل شخص نتائج أفعاله، والله سبحانه وتعالى لا يعذب عباده إلا بعد إرسال الرسل لدعوتهم إلى الصلاح وإلى عبادته وحده.

إلى جانب مواضيع أخرى متعددة.

فضل سورة الإسراء

تتميز كل سور القرآن الكريم بفضل عظيم، ولكن بعض السور تم ذكر فضلها في الأحاديث النبوية الشريفة. وقد وردت عدة أحاديث تبرز فضل سورة الإسراء، نذكر بعضًا منها:

  • عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهبط الله عز وجل آخر ساعة من الليل، فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له.
    • ألا سائل يسألني فأعطيه، ألا داع يدعوني فأستجيب له، حتى يطلع الفجر.
    • قال: فقال: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} (الإسراء:78)، فيشهده الله وملائكته) رواه الطبراني.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل عليه السلام.
    • قال: يا محمد! قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، و{الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا}. رواه الحاكم والطبراني والبيهقي، قال الحاكم: صحيح الإسناد.
  • أيضًا، عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: آية العزة: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل} (الإسراء:111) إلى آخر السورة. رواه أحمد والطبراني.

تفسير: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

تعتبر هذه الآية 85 من سورة الإسراء، والآية الكاملة هي ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ صدق الله العظيم.

في هذه الآية، يسأل الكفار عن الروح، فيجيبهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه أمر من الله.

وأنهم، مثل بقية الناس، لم يُعطوا إلا جزءً قليلًا من العلم.

وروى البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه بينما كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيحرث، ومعه عسيب، مرَّ اليهود فقال بعضهم لبعض: اسألوه عن الروح.

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمَ تَرَابون إليه؟ فقال بعضهم: لا تطرحوا عليه شيئًا تكرهونه. فقالوا: اسألوه.

فسألوه عن الروح، فلم يرد عليهم النبي –صلى الله عليه وسلم- شيئًا، وعلمتُ أنه وحي إليه، فقمت من مكاني، فلما نزل الوحي قال: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. [البخاري، ص: 291].

Scroll to Top