صلاة الشفع والوتر
تعني كلمة “الشفع” في اللغة الزوج من العدد، أي الأعداد الزوجية، بينما يشير مصطلح “الوتر” إلى الفرد من العدد، أي الأعداد الفردية. في السياق الفقهي، تشير الصلاة إلى ما يُصلى في نهاية صلاة الليل، حيث تكون الصلاة وترًا. وقد أقسم الله عز وجل بالشفع والوتر في كتابه الكريم، حيث قال: (والشفع والوتر) [الفجر: 3].
الفروق بين الشفع والوتر
تتم صلاة الشفع والوتر بشكل متتالٍ، حيث تتضمن صلاة الوتر بركعات فردية تكون في نهايتها، بينما تتكون صلاة الشفع من بركعات زوجية تُصلى في بدايتها. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حرصه على أداء صلاة الوتر وعدم تركها تحت أي ظرف، وكان يُشجع الصحابة والمؤمنين على الالتزام بها.
صلاة الوتر تُعتبر صلاة فردية، حيث يمكن أن تتكون من ركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس أو أكثر، بينما الشفع هو صلاة زوجية، تتضمن ركعتين أو أربع أو ست أو أكثر. يُفضل أن تُؤدى صلاة الوتر في أوقات محددة، وكختام لصلاة قيام الليل. كل صلاة زوجية تُعد شفعًا، في حين أن كل صلاة فردية تُعتبر وترًا، مع الحفاظ على الخصائص الأصلية لكل صلاة؛ حيث تُعتبر صلوات الظهر والعصر والعشاء والفجر صلوات شفع، بينما تُعتبر صلاة المغرب صلاة وتر.
حكم صلاة الشفع والوتر
هناك تباين بين الفقهاء وعلماء الدين بشأن حكم صلاة الوتر التي تُعتبر الأساس لصلاة الشفع. فقد أوجب الحنفية أداءها، انطلاقًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الوتر حق، فمن لم يُوتر فليس منا) [إسناده صحيح]. وكذلك حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوتروا يا أهل القرآن، أوتروا فإن الله وتر يُحب الوتر) [إسناده صحيح]. ومن جهة أخرى، اعتبر علماء المذهب المالكي والشافعي أنها تُعامل كصلاة السنة، وليس كصلاة فرض، إلا أن العلماء متفقون على أنها سنة مؤكدة يُنصح كل مسلم بأدائها لأجرها العظيم.
مواعيد صلاة الشفع والوتر
تعد صلاة الشفع جزءًا من صلاة الوتر وتُصلى في نفس الوقت، حيث لا يجوز أداؤها إلا عند دخول الوقت المُحدد لها. إذا انتهى الوقت دون أدائها، يمكن أداؤها قضاءً. وقد اتفق الفقهاء على أن وقت صلاة الشفع والوتر هو بعد صلاة العشاء مباشرة وحتى طلوع فجر اليوم التالي.