الفروق بين الربا والفائدة: فهم المفاهيم المالية الأساسية

الفروقات بين الربا والفائدة

تعريف الربا

الربا يُعرّف بأنه الزيادة على المال من دون تبيع، وقد ذُكر هذا المصطلح في القرآن والسنة. كما جاء في قوله -تعالى-: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)، مما يعني أن الله يُنقص الربا ويزيد من أجر الصدقات، مما يعكس بركة هذا الأجر.

تعريف الفائدة

تعتبر الفائدة نوعًا من أنواع الربا، حيث أن الربا مفهوم أوسع، في حين أن الفائدة تمثل جانبًا محددًا منه. الفائدة هي الزيادة التي تُدفع للدائن من قِبل المدين كتعويض عن فترة احتفاظه بالدين، وتشير إلى تبادل المال بآجل معلوم. بعبارة أخرى، الفائدة تُحدد وفقًا للمدة الزمنية التي ينقضي فيها الدين.

على سبيل المثال، إذا اقترض شخص 2000 دينار من البنك، وعليه أن يُرجع 2100 دينار، فإن المئة دينار الإضافية تُعتبر فوائد للبنك، حيث تتاسب مع المدة التي احتفظ خلالها المدين بالمال. يجري ذلك عادة بموجب اتفاق مُسبق بين الطرفين.

ومن الجدير بالذكر أن الفائدة تتولد فقط من رأس المال، دون أي نوع من العمل، الثاني إذ يُعتبر امتيازًا ماليًا غير مشروع في الإسلام. لذا، تُصنف الفائدة كأحد أشكال الربا، مما يحرم على المسلمين الاستفادة من هذه الأموال.

حكم الربا في الإسلام

يتم تناول حكم الربا في القرآن الكريم والسنة النبوية، كما يتضح من قوله -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا). حيث كان الناس في الجاهلية يرددون: “زدني في المال أزيدك في الأجل”، بشكل يؤدي إلى استغلال حاجة الآخرين.

قال الله -سبحانه وتعالى- أن آكلي الربا يُبعثون يوم القيامة كما لو كانوا مجانِين، إذ جاء في قوله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ). وقد حدد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن الربا يكون في ستة أصناف، تشمل الذهب والفضة والشعير والقمح والتمر والملح، وأن التعامل به يشبه تصرفات اليهود.

كما أن مواقع تحريم الربا قد ثُبتت في السنة النبوية. فقد رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ…)، حيث ذُكر الربا كواحدة من هذه الخطايا السبع المهلكة. بمعنى أنها من الكبائر التي توصل صاحبها إلى عذاب النار.

Scroll to Top