تعريف مفاهيم الليبرالية والشيوعية
إليكم تعريف كل من المفهومين:
- الليبرالية: هي أيديولوجية سياسية تؤكد على حرية الفرد وتفصيله عن المجتمع، حيث يتم اعتبار الفرد هو المحور الأساسي في الحياة السياسية.
- الشيوعية: ترى أن المجتمع ككل هو المحور الذي يتوجّه إليه دور الدولة، حيث لا تُعطي الأولوية لحرية الفرد، بل تركز على تحقيق المساواة لجميع أفراده لدفع عجلة تقدم المجتمع.
أصول نشأة الليبرالية والشيوعية
نشأت كل من الليبرالية والشيوعية كالتالي:
- الليبرالية: أسسها الفيلسوف الإنجليزي جون لوك والفيلسوف الأسكتلندي آدم سميث، اللذان أكدا أن تقدم المجتمع وازدهاره يعتمد على حرية واستقلال الأفراد، وأن الاقتصاد يجب أن يستند إلى الملكية الفردية.
- الشيوعية: ظهرت في القرن التاسع عشر كامتداد لفكرة أفلاطون في كتابه “الجمهورية”، الذي وصف فيه المجتمع المثالي الذي يسعى أفراده إلى الحياة الرفاهية. وكان من أبرز مؤسسيها كارل ماركس وفريدريك إنجلز.
الاختلافات الاقتصادية بين الليبرالية والشيوعية
في النظام الليبرالي، يمتلك الفرد حرية التحكم في السوق الحرة، حيث يسعى الليبراليون إلى تعزيز هذه السوق. بالمقابل، في النظام الشيوعي، يتحكم المجتمع ككل في الإنتاج والاقتصاد ووسائل الدخل، بينما يتم تقاسم الأرباح بالتساوي بين الجميع. تركز الليبرالية على المساواة في المسؤوليات بين الأفراد والمجتمع، بينما الشيوعية تضع المجتمع في دائرة التركيز منفردًا.
التباينات في السلطة السياسية: الليبرالية مقابل الشيوعية
لا توجد في الليبرالية فكرة تقاسم السلطة السياسية، بل يسعى الأفراد إلى تحقيق حريتهم المطلقة بعيدًا عن القيود. في المقابل، تُقسم السلطة السياسية في الشيوعية بين أفراد المجتمع. كما تُولي الليبرالية أهمية لحقوق الأفراد، في حين أن الشيوعية تركز على رفاهية المجتمع. في النظام الليبرالي، يُعتبر الفرد هو السلطة العليا، بينما في الشيوعية يُنظر إلى المجتمع ككل على أنه الأهم. كما يمكن وجود حكومات في النظام الليبرالي، ولكن في النظام الشيوعي، تنعدم الحكومات لغرض تقليل فرص الأفراد في تولّي السلطة، مما يجعل المجتمع هو المسيطر.
الدول التي تتبنى الليبرالية والشيوعية
تعتبر المملكة المتحدة، السويد، سويسرا، الدنمارك، فنلندا، النرويج، نيوزيلندا، سلوفانيا وآيسلندا من الدول الأكثر التزامًا بالنظام الليبرالي عالميًا. بينما تحافظ كل من الصين، كوبا، كوريا الشمالية، فيتنام، الهند، تنزانيا، غينيا، نيبال والبرتغال على أوضاع تتبع النظام الشيوعي.
وجهات نظر الليبرالية والشيوعية تجاه الدين
نظراً لإيمان الليبرالية بحرية الأفراد، فإنها لا تتدخل في الدين الذي يعتنقه الأفراد، حيث يُمنح الفرد الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية. وقد نشأت فيما بعد ما يُعرف بالليبرالية الدينية التي تدعو لتصور شامل للدين من منظور ليبرالي. بخلاف ذلك، ترى الشيوعية الدين كعائق، حيث يسعى الشيوعيون إلى استبدال الدين بنهج الإلحاد العلمي، مما يُتيح لهم التصرف بحرية دون قيود دينية.
أحد الأهداف الأساسية للشيوعية والتي تمثل جزءًا محوريًا من نجاحها هو مقاومتها للدين، بغض النظر عن نوعه، واستبداله بالأفكار العلمانية والإلحادية، وضرورة فصل الحياة عن الدين. وزعم الشيوعيون أنهم يحتفلون بالطقوس الإلحادية والعلمانية بشكل متعمد، ولكن فيما بعد ظهرت فكرة الشيوعية الدينية التي حاولت معالجة الصورة المأخوذة عنهم سابقًا.