شجاعة سعد في التعبير عن الحقيقة

يُشجع الشباب على الالتزام بقول الحق، مستلهمين من شجاعة سعد في الدفاع عن دينه، خاصة عندما واجه والدته في محاولتها لإبعاده عن الإسلام، حيث لم يخضع لضغوطاتها.

لم يتأثر بصعوبات الموقف وتمسك بدينه، وقد نزلت آيات تتعلق بموقفه، وهي الآيتان 14 و15 من سورة لقمان، التي توصي المسلم بطاعة والديه إلا إذا كان ذلك يتعارض مع الحق.

شجاعة سعد في قول الحق

إليك القصة الكاملة لسعد وكيف واجه ضغوط والدته لتراجعه عن الإسلام:

  • بدأت القصة عندما كان سعد في السابعة عشر من عمره، حيث أسلم وكان من أوائل من آمنوا بالإسلام.
  • وجاءت إسلامه نتيجة حلم رآه، حيث كان يغرق في بحر ويسعى للنجاة، ورأى القمر، وخلال محاولته للالتحاق به، التقى بأبي بكر وعلي وزيد الذين سبقوه.
  • عند استفاقته، علم أن النبي محمد يدعو للإسلام، وأن الصحابة الذين رآهم في الحلم قد أسلموا، فقرر إسلامه.
  • عندما عرفت والدته بنبأ إسلامه، حاولت أن تثنيه عن دينه بأسلوب قاسٍ، من خلال الإضراب عن الطعام والشراب.
  • توقفت عن الحديث معه، واستمرت في الإضراب لمدة ثلاثة أيام حتى ضعفت واشتدت عليها الإرهاق.
  • ساعدها ابنها الآخر على تناول الطعام، لكنها استمرت في الدعاء على سعد، قائلة إن دينه الجديد يوجب عليه طاعتها، ولكنه لم يفعل.
  • وهذا ما استدعى نزول الآيات التي تفسر حدود الطاعة، حيث يجب أن لا يطيع المسلم والديه إذا كان الأمر يتعلق بشيء حرام أو كفر.

من هو سعد؟

سعد بن أبي وقاص هو شخصية بارزة وقويّة، وُلد في عام 23 قبل الهجرة، ونشأ في قبيلة قريش:

  • عمل كصانع للأقواس، مما مكنه ليصبح رامي سهام بارع.
  • كما ساعده ذلك على التكيف مع حياة الصيد وصقل مهاراته في الغزوات لمحاربة الكفار.
  • كان يقضي وقته بين شباب قريش، ليتعرف على العالم من حوله ومختلف الحجاج القادمين في مواسم الحج.
  • بعد إسلامه، أدرج اسمه في قائمة العشرة المبشرين بالجنة، وكان آخر من توفي من بينهم.
  • شارك سعد في العديد من الغزوات، مثل غزوة أحد والخندق، وقاد فتح مدائن كسرى.

مواقف شجاعة سعد بن أبي وقاص

سجل التاريخ العديد من المواقف البطولية لسعد، التي تؤكد نصرته للدين وولاءه للحق رغم الظروف الصعبة:

  • التمسك بالحق في غزوة أحد: خلال هذه الغزوة، فر أغلب الرجال من حول الرسول، بينما ق站 سعد ثابتًا، حيث قاتل بشجاعة، مظهرًا ولاءه للرسول وللدين.
  • مواجهة الفتن: عندما قرر الصحابة القتال ضد بعضهم نتيجة خلافات، رفض سعد المشاركة، وطلب أن يقاتل بشرط أن يُعطى سيفًا يميز المسلم من الكافر، مما أظهر شجاعته في رفض الفتنة.
  • حماية النبي: روت السيدة عائشة عن رغبة النبي في شخص صالح يحرسه، وبمجرد أن علم سعد بذلك، أخذ سلاحه وحرس النبي طوال الليل، وادعت عائشة أن النبي نام مطمئنًا.

أفضل رامي سهام في الإسلام

تجاوزت مهارة سعد في رمي السهام جميع الصحابة، مما جعله يُعتبر أفضل رامي، وكان أول من أطلق سهمًا في سبيل الله، وهنا قصته مع سهمه الأول:

  • في العام الأول من الهجرة إلى المدينة، أمر النبي بإرسال أول سرية لاستكشاف أوضاع الكفار في مكة.
  • كانت السرية تحت قيادة عبيدة وضمت 60 رجلًا من المهاجرين، ومن بينهم سعد.
  • خلال مهمتهم، واجهوا مجموعة كبيرة من الكفار تحت قيادة أبي سفيان.
  • نظرًا لأن المهمة كانت سرية، لم يفكر أحد في بدء القتال، لكن سعد كان له رأي مختلف.
  • اندفع لرمي عدد من السهام على المشركين، مما أسفر عن إصابة الكثير منهم، ليصبح بذلك أول رامي في سبيل الله.

وفاة سعد بن أبي وقاص

روى سعد العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي، أبرزها استجابة الدعوات لمن يذكر ذي النون، وكان آخر من توفي من المهاجرين:

  • توفي في عام 55 هجريًا في منطقة تُعرف بـ “العقيق” التي تبعد عن المدينة مسافة 10 أميال، حيث تم نقله للصلاة عليه في مسجد الرسول.
  • كما وُلد ليدفن في “البقيع”، وكان عمره عند وفاته 77 عامًا.
  • أوصى أن يُكفن بالجبة التي ارتداها في غزوة بدر، والتي احتفظ بها حتى وفاته.
Scroll to Top