اختلافات الإبدال والتسهيل في قواعد التجويد

ما هو التجويد؟

التجويد في اللغة هو مصدر الفعل “جوّد” بمعنى تحسين الشيء، أما علم التجويد فيعرف اصطلاحاً بأنه العلم الذي يختص بالقواعد والأحكام التي تسهم في نطق الكلمات والحروف القرآنية بالطريقة التي أنزلت بها على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. أولت الأمة الإسلامية عناية خاصة بهذا العلم من خلال التحقق والتأليف والقراءة والإقراء، وذلك تنفيذًا لوعد الله -عز وجل- بحفظه، كما قال الله -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ). ومن المهم الإشارة إلى فوائد الاهتمام بعلم التجويد، ومنها أن التجويد يحفظ اللسان من اللحن والأخطاء أثناء نطق ألفاظ القرآن الكريم، ويعزز قدرة المسلم على تدبر آيات الكتاب العزيز والتفكر في معانيها، بالإضافة إلى أنه يساعد في ممارسة النطق الصحيح باللغة العربية الفصحى وإحيائها.

الفرق بين الإبدال والتسهيل في التجويد

من الأهمية بمكان أن نفهم أن الإبدال والتسهيل هما من أحكام الهمزة، حيث يعتبر النطق الصحيح بها – الذي يتمثل في تحقيقها من مخرجها وهو أقصى الحلق – هو الأصل. إلا أنه قد يحدث تغيير في نطقها، ومن بين هذه التغييرات نجد الإبدال والتسهيل. سنقوم ببيان معنى كل منهما لتوضيح الفرق بينهما:

الإبدال في التجويد

الإبدال، من حيث اللغة، يعني استبدال شيء بشيء آخر. فعلى سبيل المثال، نقول: “أبدلت كذا بكذا” أي جعلت الثاني مكان الأول. أما في المصطلح، فإن الإبدال يعني استبدال حروف الألف والواو والياء بالهمزة، بحيث تُبدل الهمزة بحرف مد وفق حركة الحرف الذي قبلها، ولا سيما إذا كانت الهمزة ساكنة. فعندما تكون حركة الحرف السابق لها فتحة، تُبدل بألف، كما في قول الله -تعالى-: (إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ)، حيث يتحول لفظ “يأجوج ومأجوج” إلى “ياجوج وماجوج”. وعندما تكون حركة الحرف السابق ضمة، تُبدل الواو كما في قول الله -تعالى-: (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ)، حيث يتحول “مؤصدة” إلى “موصدة”. وعندما تكون حركة الحرف السابق كسرة، تُبدل الياء كما في قول الله -تعالى-: (نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ)، حيث يصبح “نبئ” إلى “نبّي”. أما إذا كانت الهمزة متحركة، فإن كان قبلها ضم، تُبدل الواو، وإذا كان قبلها كسر، تُبدل الياء، وإذا كانت الهمزة مكسورة وقبلها ضمة، تُبدل أيضاً ياء.

التسهيل في التجويد

التسهيل لغوياً يعني التغيير بشكل عام، بينما اصطلاحاً يشير إلى تعديل نطق الهمزة بشكل دقيق، وله أربعة أنواع يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • التسهيل بالحذف: ويكون بحذف الهمزة تماماً، كما في كلمة “مستهزءون” التي تتحول إلى “مستهزون”.
  • التسهيل بالإبدال: حيث تُبدل الهمزة بحرف مد مثل الألف أو الواو أو الياء.
  • التسهيل بالنقل: وهو حذف الهمزة مع نقل حركتها إلى الحرف الساكن الذي قبلها، فعند كونها مفتوحة، يُفتح الساكن، كما في كلمة “الأَرض”، تصبح “الاَرض”، وعند كونها مضمومة، يُضم الساكن، وعند كونها مكسورة، يُكسر الساكن.
  • التسهيل بين بين: حيث يُنطق بالهمزة بين همزة وحرف مد مطابق لحركتها، فعندما تكون الحركة فتحة يُنطق بينها وبين الألف، وعند كونها مضمومة تُنطق بين الهمزة والواو، وعند كونها مكسورة تُنطق بين الهمزة والياء. ومن الجدير بالذكر أنه عند ذكر “التسهيل”، يعني هذا النوع، ويمنح التسهيل عن طريق المشافهة والتلقي من شيوخ متقنين.
Scroll to Top