مقارنة بين صحيح مسلم وصحيح البخاري: الفروق والت similarities

الفرق بين صحيح مسلم وصحيح البخاري

تتميز صحيحي البخاري ومسلم بخصائص فريدة تميزهما عن بعضهما. يأتي أول اختلاف في أسباب تأليف كل منهما. فقد أجتاحت فكرة تجميع الأحاديث الصحيحة قلب الإمام البخاري عندما كان في جلسة علمية، حيث طرح شيخه إسحاق بن راهويه الاقتراح بجمع الأحاديث. ومن المثير أن الإمام البخاري رأى في منامه أنه يحمل مروحة ليداوي بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما أضاف دافعًا قويًا له. في المقابل، جاء تأليف الإمام مسلم نتيجة لكونه أحد العلماء المدققين، وقد جمع الأحاديث استجابةً لاستفسارات الناس. بدأ الإمام البخاري في كتابة صحيحه عام 232 هجرية، حيث استمرت جهوده لمدة اثنتين وعشرين سنة، وجمع خلالها حوالي 7563 حديثًا، ورتبها في 97 كتابًا. بينما الإمام مسلم بدأ بتدوين الأحاديث في عام 250 هجرية، واستمر في جمع الأحاديث لمدة خمسة عشر عامًا، ونجح في جمع 4000 حديث.

أما بالنسبة لتوجهات الشيخين في تصنيف الأحاديث، فقد شمل صحيح مسلم مقدمة تناولت بعض الأحاديث التي لم تتوافق مع شروطه، في حين لم تتضمن مقدمة في صحيح البخاري. كان الإمام البخاري يميل إلى فصل الأحاديث حسب الأبواب، مما جعل فقهه يظهر في تقسيماته. بينما وضع الإمام مسلم الأحاديث كاملةً دون تقطيع. كما يوجد تقارب بينهما في إدراج الأحاديث المعلقة التي تم حذف راوٍ أو أكثر من سندها، حيث بلغ عدد الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري 1341 حديثًا، بينما كان عددها في صحيح مسلم 14 حديثًا فقط. من ناحية القبول، كان الإمام البخاري أكثر صرامة في شروط قبول الحديث مقارنةً بالإمام مسلم، على الرغم من التوافق في شروط العدالة والضبط بين الرواة. الشروط الأخرى شملت شرط اللقاء في السند حيث اشترط البخاري اللقاء، بينما كان مسلم يتساهل أكثر واعتبر المعاصرة كافية.

تميز صحيح البخاري وصحيح مسلم عن الكتب الأخرى

بينما اتفق علماء الحديث على مجموعة من الشروط لصحة الحديث مثل اتصال السند، واتصاف الراوي بالعدالة والضبط، وخلو الحديث من الشذوذ والعلة، اختلفوا في كيفية تطبيق هذه الشروط. كان البخاري ومسلم يميلان إلى التشدد في تصحيح الأحاديث ولم يخرّجا إلا ما كان في أعلى درجات الصحة، خلافًا لآخرين مثل ابن خزيمة وابن حبان الذين كانوا أكثر تساهلًا. كما تحتوي كتب أصحاب السنن الأخرى على أحاديث حسنة إلى جانب الأحاديث الصحيحة، بينما اقتصر كل من البخاري ومسلم على الأحاديث الصحيحة فقط في مصنفيهما.

مكانة صحيح البخاري وصحيح مسلم

يمتاز كل من صحيح البخاري وصحيح مسلم بمكانة رفيعة ومنزلة عظيمة، حيث يعدان الأصوب بعد كتاب الله تعالى. وقد اتفق غالبية علماء الأمة على هذه المكانة، مؤكدين أن هذه الكتب هي مصادر أساسية لمعرفة الأحكام الشرعية. لذلك، فإن الطعن فيهم أو التشكيك في أحاديثهم غير مقبول.

Scroll to Top