استكشاف دور المرأة في سوق العمل

مفهوم عمل المرأة

يُعرف العمل (بالإنجليزية: Work) بصفة عامة على أنه المهنة أو القيام بنشاط معين. أما عمل المرأة فيشير إلى الجهد العقلي والبدني الذي تبذله المرأة في مكان عملها بغرض تحقيق الفائدة لها وللمجتمع. في العصر الحالي، أصبحت ظاهرة عمل المرأة منتشرة في أنحاء مختلفة من العالم، حيث تُعتبر المرأة نصف المجتمع وهي التي تُنشئ وتربي النصف الآخر. لذا، يتعين التعامل مع وضع المرأة الاجتماعي في هذا العصر بجدية أكبر.

يمتاز هذا العصر بتحولات منقطعة النظير صنعت تأثيراً ملحوظاً على دور المرأة ومكانتها في المجتمع. مما يتيح لها فرصاً مهمة لنيل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، إضافةً إلى المشاركة الفعّالة في الحياة العملية، حيث باتت تؤدي مسؤولياتها تجاه أسرتها ومؤسستها بشكل متوازن.

يساهم إدماج المرأة في الحياة العملية في تعزيز الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع بشكل عام، كما يساعد في تحسين ميزانية الأسرة. وقد أتاح المجتمع فرصاً عمل للمرأة حيث حققت المساواة مع الرجل في سُبل العمل، خاصة في ما يتعلق بالأجور. من الجدير بالذكر أن المرأة تستطيع العمل في أي مكان، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، وإن كانت طبيعة العمل تختلف تبعاً للظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة.

نبذة تاريخية عن عمل المرأة

تشير السجلات التاريخية إلى أن الزراعة كانت المهنة الرئيسية السائدة في العصور القديمة، حيث لم تقتصر الأعمال الشاقة على الرجال فقط؛ بل كان للنساء دوراً فعّالاً في العديد من الأنشطة البدنية مثل طحن الحبوب باستخدام الأدوات الحجرية، جمع الخشب، جلب المياه، وتحضير الطعام. مع الثورة الصناعية، تغيرت طبيعة العمل للرجال والنساء، وتحوّل مكان العمل من المنازل إلى المصانع، مما تسبب في تحول تدريجي لدور المرأة كقوة عاملة.

برز دور الرجال في المصانع خلال منتصف القرن التاسع عشر كمعيل أساسي للأسر، بينما عادت النساء إلى العمل في المنازل. ويعود ذلك إلى الاحتجاجات التي نادت بتحسين ظروف العمل، خاصةً للنساء والأطفال في المصانع. استمرت النساء في القيام بأعمال منزلية حتى القرن العشرين، إلا أنه مع ظهور التكنولوجيا الكهربائية كالغسالات والمكانس الكهربائية في نهاية القرن التاسع عشر، قلّ وقت العمل المنزلي وحقق ذلك نوعاً من الراحة.

كان للتطورات الاقتصادية والاجتماعية تأثير كبير على طبيعة عمل المرأة، حيث ازدادت الحاجة وظيفياً في مجالات التعليم، والمبيعات، والإدارة، مما أدى إلى توظيف النساء بسبب أجورهن الأقل. ومع تسارع وتيرة الحياة، بدأت النساء في العمل في وظائف تتعلق بأعمالهن المنزلية التقليدية، مثل الخياطة. عُهِدت إليهن مسؤوليات العمل في المصانع خلال الحرب العالمية الثانية بينما كان الرجال مشغولين في الجيش، عقب ذلك، استمر مسار عودتهن للوظائف التقليدية.

دوافع عمل المرأة

تتعدد الأسباب التي تدفع المرأة نحو العمل والسعي نحو الاستقلال المالي، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة، ومن أبرز هذه الدوافع:

  • مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة: نتيجة لتزايد ضغط التضخم، تسعى الأسر لرفع مستوى معيشتها، مما يجعل وجود دخل ثانٍ من المرأة أكثر ضرورة لتحقيق الأهداف المالية.
  • التصدي للمشاكل الطارئة: تمكن المرأة من تحقيق دخل إضافي يساعد الأسرة على التعامل مع المشكلات الطارئة، مثل فقدان العمل من قبل المعيل الأساسي.
  • تعزيز المسؤولية والثقة بالنفس: يمنح الاستقلال المالي المرأة القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، مما يزيد من ثقتها بنفسها وقدرتها على مواجهة ضغوطات الحياة.
  • تخفيف الشعور بالعجز: بفضل استقلالها المالي، تستطيع المرأة تلبية احتياجاتها دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، مما يسهم في تجنب الشعور بالعجز.
  • تقديم نموذج يحتذى به: تُعتبر المرأة العاملة مثالاً يحتذى به، حيث تلهم أطفالها والجيل الجديد لتحقيق الاكتفاء الذاتي والسعي نحو النجاح.

فوائد عمل المرأة

يحقق عمل المرأة فوائد متعددة تعود بالنفع على مجتمعها ومكان عملها، ومن هذه الفوائد:

  • التنمية المستدامة: يسهم عمل المرأة في دعم الاقتصاد وتقليص الفجوة بين الجنسين، مع الأهداف التي تشمل إثراء المجتمع ورفع مستوى المعيشة.
  • تعزيز الاقتصاد الوطني: يعمل دخول النساء إلى سوق العمل على زيادة الإنتاج الوطني وتحقيق المكاسب التنموية، مما يسهم في التوازن بين الدخلين.
  • تحسين الأداء التجاري: يؤدي إدماج النساء في مناصب قيادية إلى زيادة الفرص وأداء المؤسسات؛ حيث أن المؤسسات التي تُعيّن ثلاث نساء أو أكثر في المناصب العليا تحقق نتائج إيجابية أكبر.

للاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول دور المرأة في المجتمع، يُمكنك قراءة المقال بعنوان دور المرأة في المجتمع.

طرق لتحفيز عمل المرأة

تتعدد السبل الفعّالة لتعزيز عمل المرأة، وفيما يلي بعض الاقتراحات بناءً على نصائح مستشارة التدريب النسائي توماسينا تافور:

  • التوجيه المستمر: من الضروري توفير فرص التوجيه والتدريب المهني للنساء العاملات.
  • الدعم من الإدارة: يحتاج الموظفون النساء إلى الرعاية والتوجيه، خاصةً عندما يسعين لإثبات أنفسهن.
  • تنويع المكافآت: يُعتبر تقديم إجازات مدفوعة الأجر حافزاً فعّالاً بجانب المكافآت المالية.
  • فتح فرص القيادة: الاستثمار في قيادة المشاريع يعزز ُنجاح النساء المهني.
  • تطوير المهارات: يساهم التعليم المستمر في تحسين كفاءة الموظفات وتحقيق أداء أفضل.
  • الاحتفاء بالتميّز: تكريم النساء العاملات يُعزز حماسهن ويظهر تقدير المؤسسة لأعمالهن.
  • تقدير الأداء: من المهم تقدير الموظفات في مختلف مراحل العمل، بما يسهم في تعزيز معنوياتهن.
  • عدالة توزيع المكافآت: يجب أن تكون هناك معايير واضحة لتقييم الموظفين لضمان توزيع المكافآت بصورة عادلة دون تمييز.

مهن تبرز فيها المرأة

تتفوق المرأة في العديد من المهن ومنها:

  • ريادة الأعمال
  • تكنولوجيا المعلومات
  • مجال الطب
  • التعليم
  • إدارة الموارد البشرية
  • اختصاص علم النفس
  • التصميم الداخلي
  • الإعلام

العمل عن بعد للمرأة

توجهت العديد من الشركات نحو خيار العمل عن بُعد، ما عادت فرصة للنساء لتحقيق توازن أفضل بين مسؤولياتهن المنزلية والأعمال المهنية. ظهرت نتائج دراسة أظهرت رضا العاملات عن نمط حياتهن في العمل عن بعد، مما زاد من شعورهن بالاستقلالية والثقة.

لمزيد من المعلومات حول العمل عن بعد للمرأة، يمكنك قراءة المقال بعنوان العمل عن بعد للمرأة.

نصائح للمرأة العاملة

يمكن للمرأة العاملة اتباع عدة نصائح لضمان نجاحها في شتى مجالات الحياة، ومن أبرز هذه النصائح:

  • أخذ فترات استراحة قصيرة يومياً لممارسة رياضة المشي تحت الشمس والاستماع للبودكاست.
  • التحلي بالعزيمة لتحديد مسارها المهني، حتى في مواجهة الرفض.
  • عرض حلول للأخطاء بدلاً من الاعتذار، إلا في حالات الأخطاء القابلة للتصحيح.
  • المرونة في مواجهة التغييرات وعدم التردد في التعلم من التجارب السيئة.
  • تخصيص وقت للهدوء اليومي، مما يساعد العقل على التركيز وإبداع حلول جديدة.
  • إدراج الصحة النفسية كأولوية ضمن أولويات حياتها.
Scroll to Top