رعاية الطفل
تُعتبرُ الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل من التحديات الكبرى التي تواجه الأمهات؛ حيث يستيقظ الرضيع بشكل متكرر طوال اليوم، وقد تصل فترات استيقاظه إلى عشر ساعات يوميّاً بحثًا عن الرضاعة. علاوة على ذلك، كثيرًا ما يبكي الطفل خلال هذه المرحلة، وقد تجد الأم نفسها أحيانًا غير قادرة على معرفة سبب بكاء طفلها، وهو الأمر الذي قد يكون ناشئًا عن شعور الطفل بالمغص، وهي حالة شائعة خاصة في الشهر الأول نتيجة لعدم اكتمال جهازه الهضمي.
على الرغم من أنه لا يزال في مرحلة مبكرة من حياته، إلا أن هناك العديد من التطورات المهمة التي يمكن ملاحظتها في نمو الطفل واكتساب المهارات. سنتناول في هذا المقال أبرز هذه التحولات التي تطرأ على الطفل في شهره الأول.
التطورات في عمر الشهر
- يحتاج الطفل في الشهر الأول إلى حوالي 6 إلى 8 رضعات يوميًا، وينصح الأطباء بأن تتجاوز مدة الرضاعة نصف ساعة، مما يساعد الطفل على الشعور بالشبع والنوم لفترات أطول.
- يزداد وزن الطفل بمعدل يتراوح بين كيلوغرام واحد، وقد يكون أقل في حالة البنات، حيث يمكن أن يتراوح معدل الزيادة عندهن بين 600 و800 غرام شهريًّا.
- يشهد الطفل في شهره الأول تغيرات واضحة في المهارات والنمو أسبوعياً، ورغم أنه لا يزال في مرحلة مبكرة لتعلم المهارات الحركية، يمكن ملاحظة استجابته من خلال تحريك لعبة ملونة أمام عينيه، حيث يحاول تحريك رأسه نحوها وقد يسعى للإمساك بها، لكنه لا يستطيع بعد حملها.
- تظهر أيضًا تطورات في المهارات الحسية في هذا العمر؛ حيث يمكن للأم ملاحظة أن الطفل ينظر إليها أينما انتقلت، وبنهاية الشهر الأول قد يتمكن من إصدار أصوات لطيفة تعبر عن فرحه لرؤية والدته. يتمكن الطفل في هذا العمر من الرؤية والسمع، ويمكنه أيضًا مد يديه والنظر إليهما كجزء من عملية استكشاف جسمه.
- إذا كان الطفل قد وُلد قبل موعده (خديجًا)، فلا داعي لقلق الأم، حيث يعد التأخر في اكتساب بعض المهارات بين هؤلاء الأطفال أمرًا طبيعيًا. طبيًا، يعتبر الطفل الخديج فيطور مهاراته في الحالات العادية بعد أن يكون في رحم الأم لفترة أطول. إذا لاحظت الأم اختلافًا بين طفلها وبقية الأطفال في نفس العمر، فإن ذلك أمر طبيعي، والعديد من هؤلاء الأطفال يحققون تقدمًا مشابهًا لأقرانهم في مراحل لاحقة.
ينبغي على الأم أن تقوم بزيارة الطبيب لمرة واحدة على الأقل للاطمئنان على صحة طفلها في عمر الشهر. ومن الأهمية بمكان متابعة التطعيمات المقررة من خلال زيارة مراكز الأمومة، وكذلك متابعة وزن الطفل وطوله لضمان عدم وجود مشاكل صحية.