التفريق بين مفهوم الشورى ومفهوم الديمقراطية

مفهوم الشورى

تمثل الشورى مفهومًا راسخًا في الإسلام، حيث تُعتبر أحد الأنظمة الأساسية للحكم. فهي تنطوي على استشارة ذوي العلم والخبرة في مجالات مختلفة.
تسعى الشورى إلى الارتقاء بالدولة وتعزيز مصالحها وشعبها، مما يعزز من تقدمها ويُحسن من الحياة الاجتماعية والسياسية والصحية للجميع.
- يستند هذا النظام إلى جمع آراء مجموعة من الأشخاص حول قضية معينة، ومن ثم اختيار الرأي الأفضل الذي يحقق المنفعة العامة.
تكررت الإشارة للشورى في القرآن الكريم، حيث وردت سورة خاصة تحمل اسم الشورى، لتؤكد على أهميتها ومكانتها في الإسلام.

تُعد الديمقراطية من أكثر أنظمة الحكم فاعلية وانتشارًا حتى اليوم، وتعني حكم الناس بواسطة أنفسهم.
ظهرت هذه الفكرة في دول الغرب في البداية كوسيلة لتحقيق العدالة والحرية والمساواة بين المواطنين.
نشأت الديمقراطية في ظل ظروف من الظلم والاستبداد والجهل الذي ساد أوروبا خلال العصور الوسطى.

الشورى مبدأ أساسي في الحكم الإسلامي، حيث يعتمد على الشرع والسنة النبوية.
لا يُسمح بالانحراف عن قواعد الشورى، سواء بالإضافة أو بالنقصان.
أما الديمقراطية، فهي تعتمد على أغلبية الآراء، وبالتالي تفتقر إلى أي مرجعية دينية أو أخلاقية.
هذا يعني عدم وجود ارتباط بين الشورى والديمقراطية إلا من خلال رأي الأغلبية.

تتميز الشورى بمصدرها الإلهي، مستندة إلى الأحكام الإسلامية وتعاليم الله سبحانه وتعالى.
أما الديمقراطية، فهي تعتمد على مصدر بشري، يتشكل من آراء الأفراد كوسيلة لمواجهة الظلم والطغيان.
هذا ما جعل النظام الديمقراطي ينشأ للمطالبة بالحرية والعدالة.

الفارق الجوهري بين الشورى والديمقراطية هو أن الشورى تعتمد على آراء ذوي العلم والخبرة.
إن العلماء والمختصين في المجالات المعنية هم من يتناولون القضايا، ويقدمون الآراء المناسبة حسب سعة معرفتهم.
على النقيض، فإن الديمقراطية لا تهتم بمعرفة أو خبرة الأفراد، بل تتخذ القرارات بناءً على رأي الأغلبية، حتى لو كانت تلك الأغلبية غير مؤهلة.
قد تكون القرارات غير صحيحة أو غير مدروسة، ولكن في الديمقراطية الأهمية تكمن فقط في رأي الأغلبية.

تمثل الشورى نظامًا وثيق الصلة بتقدم المجتمع، إذ تعتمد على التعاليم الإسلامية وتؤكد على وجود نظام رباني.
تعزز الشورى الأمن والاستقرار والرخاء، كما تساهم في إلغاء الظلم والطغيان، مما يتيح نشر الآراء الصحيحة والسليمة في كافة المجالات.
- توزع الشورى المسؤوليات تبعًا للمصالح، مما يعزز من التعاون والمحبة بين أفراد المجتمع، ويوحد أهدافهم ومصالحهم.

ذُكرت الشورى في القرآن الكريم، كما أن هناك سورة لها تحمل نفس الاسم، مما يدل على مدى أهمية هذا المبدأ. فقد ورد في الآية الكريمة: “وأمرهم شورى بينهم”.
تشير مكانة الشورى، التي تتوسط كلمتي الصلاة والزكاة، إلى ضرورتها وأهمية المداومة عليها كأسلوب حياة كمثل الصلاة والصيام.
وهكذا يتبين أن الشورى ليست مجرد نظام مهم، بل هي واجب فرضي يُعزز من تقدم المجتمع ويفيد حضارته.